الملك سلمان كلمة السر في مستقبل العلاقات المصرية التركية

الحق والضلال

بدأ الحديث عن المصالحة بين تركيا ومصر منذ فترة على وقع التغيرات الإقليمية والعالمية ومحاولة المملكة العربية السعودية القيام بدور الوساطة للمصالحة بين البلدين من خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى مصر، وذهابه إلى تركيا.

واختلفت الأراء بين مؤيد ومعارض، فرأي يرجح احتمال وجود مصالحة بين البلدين ورأي آخر يستبعد وجودها.

ويستند الاحتمال الأول وهو وجود مصالحة بين البلدين إلى أن تركيا تعاني من ضغوط داخلية تتمثل فى صراع بين الاكراد والنظام بأنقرة ، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والأمنية الضخمة التي تواجهها مما يجعلها تسعى لتخفيف التوتر فى علاقاتها الخارجية مع بعض الدول كمصر.

وبالرغم من رفض تركيا لثورة 30 يونيو لعام 2013 وحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي إلا أن هناك مساع يقوم بها أطراف إقليمية ودولية للإبقاء على حكم الرئيس السيسي لتمكنة من استعادة الاستقرار فى البلاد مما يفرض على تركيا إبداء سياسة أكثر مرونة في التعامل مع نظامه.

وعلى الجانب المصري يسعى نظام السيسي لأن يكون أكثر انفتاحًا على المجتمع الدولى والقيام بدور اقليمى على الساحة السياسية، وهو ما يمثل دافعًا لمصر لتحسين العلاقات مع انقرة.

وفي المقابل يظهر الرأى الاخر الذي يستبعد وجود مصالحة بين الطرفين بشكل واضح من خلال تعقد العلاقات بين البلدين لمدة 3 أعوام تقريباً عقب عزل الرئيس المصري محمد مرسي وعدم اعتراف تركيا بثورة 30 يونيو والنظام الجديد برئاسة السيسي.

ومن المؤكد أن التوتر المصري التركي منذ تولي السيسي الحكم فى مصر أساسه مذهبي نظراً لدعم الحزب الحاكم فى تركيا لحزب العدالة والتنمية المصري وتقارب الفكر السياسي والمذهبي بين اخوان تركيا واخوان مصر.

وبعد زيارة عاهل السعودية لمصر وانتقاله منها إلى زيارة تركيا أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية ان الادعاءات بأن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى مصر وتركيا كانت بدافع الوساطة بين البلدين غير صحيحة موضحاً أن زيارة العاهل السعودي لأنقرة كانت مخططة مسبقا وجاءت تلبية لدعوة من أردوغان.

وتعود التوترات بين مصر ةوتركيا إلى أيام الإمبراطورية العثمانية ولطالما كانت السيطرة على مصر صعبة بالنسبة للعثمانيين حيث تمتعت بالحكم الذاتي طوال فترة طويلة من الحكم العثماني، فقد احتفظت مصر بسلطة كبيرة لدرجة أنها حاولت الاستيلاء على الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر.

وفى عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر توترت العلاقات بين البلدين، فقد أثارت الإطاحة بالملك فاروق، والنخبة ذات الأصول العثمانية التركية التي كانت لا تزال تدير البلاد، غضب أنقرة، وقام عبد الناصر في عام 1954 بإعلان سفير تركيا في القاهرة "خولوصي فؤاد توجاي" شخصًا غير مرغوب به وطرده خارج مصر.

كما كان للأزمة التي أعقبت تأميم قناة السويس تأثير كبير على العلاقات بين البلدين، نظراً لوقوف تركيا بجانب الغرب وادعائها حقة فى السيطرة على القناة.

وفى السبعينيات، تحسنت العلاقات التركية المصرية حيث دعمت انقرة مصر بشكل غير مباشر فى حربها ضد إسرائيل فى عام 1973 ورفضت ان تكون جسرا للمساعدات العسكرية الأمريكية لمساعدة إسرائيل في الحرب، وفى الثمانينيات تحسنت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الطرفين وتوطدت في التسعينات بسبب الدور الذي لعبته مصر في تهدئة الوضع بين تركيا وسوريا في نزاعهما حول قضية الأكراد والمياه.

وأخيرًا تحسنت العلاقات بين البلدين ووصلت إلى ذروتها بعد ثورة 25 يناير 2011 لكنها ما لبثت أن عادت إلى التوتر من جديد بعد عزل محمد مرسي.


هذا الخبر منقول من : الوفد

          
تم نسخ الرابط