لماذا يخشى النظام من استفتاء الشعب في التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير»؟

الحق والضلال

أزمة اتفاقية تقسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية الموقعة منذ أيام قليلة والتعلقة بجزيرتي تيران وصنافير ، خلال زيارة الملك سلمان لمصر مؤخرا، هى المسيطرة الآن على الشارع المصرى، لاسيما فى ظل حالة الاحتقان فى نفوس المصريين، رفضا لهذه الاتفاقية شكلا وموضعا، بينما على الرغم من حالة الاحتقان، إلا أن هناك بعد الأصوات التى تنادى وتتبنى تطبيق الاتفاقية، واعتبار أن الجزيزتين ملك للسعودية، واعتماد ما أقرته رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، دون الرجوع إلى الشعب، صاحب الحق الأصيل فى تقرير المصير بالتنازل عن السيادة على الجزيرتين من عدمها، وفقا لنص المادة 151 من الدستور، فلماذا يخشى النظام من استفتاء الشعب على مصير جزيرتي "تيران وصنافير"؟.

بدروه، قال الدكتور أحمد دراج، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن نظام الحكم اعتاد على إنتهاك وعدم احترام مواد الدستور، وبالتالي الانفراد بالرأي بات هو ثمة في نظام الحكم، وعدم الإيمان بسلطات الشعب، وذلك لأن النظام السياسي في مصر ليس في قنعاته أن الشعب صاحب السطلة وشريك فيها.

وأضاف دراج لـ”التحرير”، اليوم الثلاثاء، أن الخوف من الاستفتاء، لان شعبية الرئيس والنظام “تتأكل”، والمجازفة ربما تؤدى إلى عواقب وخيمة بالنسبة للنظام، لان رفض الاستفتاء الشعبى على الجزيرتين بمثابة رفض شعبى للنظام الحاكم، وعلى الرغم من ذلك ، فأن الصدق هو الافضل فى مثل هذه المواقف، والنظم السياسية فى العالم أجمع، تخطأ وتصيب، وفى حالة أن اعترف النظام السياسى بخطأه، فهو نظام سياسى صحيح، واذا أصر على السير فى هذا الامر والتعنت ، والاعتماد على القوة فى السيطرة على السلطة، وتظن انها قادرة على كل شىء، فهو نظام سياسى خاطىء.

وأكد القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير على أن ، النظام غير قابل أن تفكر في شىء مخالف له، و الرئيس متصور أن الحياة المدنية ممكن تدار مثل حياة الجيش، بينما الحياة المدنية تدار بالتعدية، لا تعتمد ولا تعتد بالرأى الواحد، لافتا إلى أنه يثمن من دور العلاقة القوية بين كلا من المملكة العربية السعودية ومصر، وأن يحصل كل طرف على حقه وفقا للمعطيات على أرض الواقع، متسائلا:” هل كانت للسعودية سيادة على جزيرتى تيران وصنافير لمدة 24 ساعة؟”، مختتما حديثه بأن الآمر ، بات مسألة كرامة.

وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع ، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات، إن الخوف لدى النظام من إجراء استفتاء شعبى على جزيرتى” تيران وصنافير”، نظرا لحالة الغضب المتصاعد من قبل الشعب فى الفترة الحالية، منوها بأن الشعب فى حالة رفضه للاتفاقية، سيعطى صفعتين للنظام، وهو أن النظام فقد جزء كبير من شعبيته لدى الشعب.

وأضاف ربيع لـ”التحرير”، أن الصفعة الثانية تتمثل فى احتمالية وجود نوع من أنواع عدم الاستقرار فى العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية، وهى تعد من أهم الأزمات التى لا يرغب النظام الحالى فى الوصول إليها، لا سيما بعد الدعم الاقتصادى الذى تقدمه المملكة العربية لمصر حاليا، فى ظل تعثرها اقتصاديا.


هذا الخبر منقول من : التحرير

          
تم نسخ الرابط