هل تنجح وساطة سلمان المحتملة في «صلح خفي» بين السيسي وأردوغان؟ 1062678

الحق والضلال
عمت بعض المواقع الإلكترونية وجود أسباب أخرى غير معلنة لزيارة ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، للقاهرة، لعل أهمها ما قاله موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، في تقريره اليوم الاثنين، بأن هناك مساع من الملك سلمان للمصالحة بين القاهرة وأنقرة في الفترة المقبلة، وربطت ذلك بزيارة الملك سلمان لتركيا، والتي بدأت اليوم الأثنين.

ثمن المصالحة

وأشار الموقع إلى أنه في حالة قبول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمصالحة وترك الخلافات وراء ظهره وفتح صفحة جديدة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، فإن ذلك من شأنه أن يدفع الجانب التركي إلى صرف النظر عن المصالحة مع الجانب الإسرائيلي، خصوصا في ظل تقارب تركي إسرائيلي في الفترة الماضية- على حد قول الموقع. وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عبر صفحته على "فيسبوك"، الأحد، أن علاقات السلام مع مصر قوية للغاية في هذه الفترة، أكثر من أي فترة سابقة، وربط الموقع إعلان نتنياهو عن طبيعة العلاقة في هذا التوقيت بالمساعي السعودية لرأب الصدع بين القاهرة وأنقرة. وبحسب مصادر خاصة بالموقع الاستخباراتي، فإن تصريحات نتنياهو في هذا التوقيت إشارة واضحة للملك السعودي والرئيس التركي، بأن إسرائيل تثق في التحالف الإستراتيجي بين تل أبيب والقاهرة، وفي ظل الظروف الحالية، فلن يستطيع الرئيس التركي الوقيعة بين مصر وإسرائيل. وتناول الموقع في تقريره أن من ضمن الأسباب، التي عقدت العلاقة بين مصر وتركيا، هو موقف القاهرة من سوريا وبقاء الرئيس بشار الأسد، وفي هذا السياق ترسل القاهرة بين الحين والآخر مندوبين لديها إلى دمشق، لبحث مسألة التنسيق حول مستقبل الأسد.

جهود سلمان

وفي هذا الشأن يقول عضو مجلس الشورى السعودي، محمد عبدالله آل زولفي، لـ"دوت مصر"، إن المملكة تحرص على تحسين العلاقات بين الدول العربية والإسلامية، ونعلم حساسية العلاقات بين مصر وتركيا، نتيجة المتغيرات بسبب الربيع العربي، وما ألحق من ضرر بمصر، بسبب التدخلات. أضاف "أتصور أن الملك سلمان يبذل جهوده لتحسين العلاقات بين مصر وتركيا، لأن مصر الدولة الكبرى في العالم العربي، وتركيا دولة إقليمية كبرى، لا بد من إزالة كل الخلافات معها". وحول التقارب التركي المصري، أوضح زولفي أن إسرائيل عامل مقلق ومؤذ في هذه المنطقة، ولا تريد أي تقارب تركي مصري، أو عربي عربي، مشيرا إلى أن إسرائيل مستاءة جدا من التقارب المصري السعودي.

مصالحة سرية

وحول الانباء المتواترة بشأن المساعي السعودية للمصالحة بين أنقرة والقاهرة، قال الكاتب والمحلل السياسي التركي، سليم أقدومان، لـ "دوت مصر" إن المصالحة بين مصر وتركيا، ستكون في الخفاء خلال الفترة القادمة. وأوضح أقدومان، الذي يعمل في صحيفة "صباح"، التي تعد أكبر صحيفة موالية للرئيس التركي، أن مساعي ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، ستكلل باتفاقية مصالحة بين أنقرة والقاهرة، لكن ستكون بشكل "خفي"-على حد قوله-. وتابع أقدومان أن السبب وراء ذلك هو "عدم قدرة الحكومة التركية في الوقت الحالي، على مواجهة الرأي العام وإعلان المصالحة فجأة مع مصر، فإذا قامت أنقرة بهذه الخطوة، ستخسر ثقة الشعب، مضيفا أن الموضوع يحتاج إلى وقت وتمهيد. وعن معارضة إسرائيل لعقد تلك المصالحة بين مصر وتركيا، أوضح أقدومان أن هذا ليس صحيحا، فمن مصلحة إسرائيل أن تتم المصالحة، موضحا أنه في الأساس تجرى مفاوضات لإعادة التطبيع بين أنقرة وتل أبيب، وعلاقة مصر بتل أبيب جيدة، بالتالي لن تتضرر إسرائيل من المصالحة.

السعودية طرف

من جانبه، يرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى سابقا، مصطفى الفقي، أن السعودية لن تسعى للمصالحة وتقريب وجهات النظر بين الجانبين المصري والتركي، وأضاف لـ"دوت مصر" أن السعودية تعد طرفا في النزاع، لذا من المستبعد أن تكون وسيطا بين الجانبين. وأشار إلى أن الجانب التركي عليه أن يتغير أولا ويراجع تصرفاته، خصوصا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن ثم تقريب وجهات النظر بين الجانبين، مؤكدا في الوقت نفسه أن أقصى مساعي السعودية حاليا هو تسليم قمة التعاون الإسلامي، التي تنعقد في أنقرة الأربعاء المقبل، بسلاسة من الجانب المصري للتركي. لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد مستقبلا أن تحدث تطورات في طبيعة العلاقات بين الجانبين المصري والتركي

. نقلا عن دوت مصر

          
تم نسخ الرابط