فيليب فكري يكتب ..صلوا من أجل أميرة الضعفاء
خاص لموقع الحق والضلال
"ماذا أقول لطفلة تبلغ 13 عاما وهي توصف كيف تم اغتصابها هي وأخريات بمستودعات الأسلحة، ومن ثَم انتحار شقيقها بعد علمه بالحادث كيف أتفوه بكلمة عندما تنظر لي سيدة في مثل عمري وتروى لي مقتل عائلتها بأكملها أمام أعينها، لينتهي بها المطاف للعيش في خيمة لتحصل بالكاد على ما يسد رمقها".
بهذه الكلمات استنكرت الإنسانة "أنجيلينا جولي" ما وصل بالإنسانية من آلام وأهوال وفظائع، لم تعد تزعجنا نحن سكان تلك المناطق المأزومة.
استطاعت النجمة الهوليوودية الحاصلة على جائزتي "أوسكار"، واحدة في التمثيل، وأخرى فخرية تقديرًا لنشاطاتها لخدمة الإنسانية، أن تضعنا وفنانينا ونجومنا ومشاهيرنا وحُكامنا في مأزق فها هي سفيرة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين تقتحم عُقر دار التنظيمات الإرهابية التي تتوغل في أرجاء منطقتنا العربية وتلتهم الأخضر واليابس بحجة ثورات الربيع، لتناشد المجتمع الدولي بالانسحاق تحت أقدام هؤلاء الضعفاء والمنكوبين ضحايا الوجع العربي، ولتزرف من الدموع ما يزيد عن مساحيق تجميل نجماتنا الفاتنات، والتي اعترضت إحداهن (ملكة البارانويا)، على تبني "جولي" لسابع أطفالها "موسى" السوري الراقد في مخيم اللاجئين بتركيا بعدما فقد أبواه في غفلة ثورية أمام عينيه، خشية على الطفل من تربيته على التقاليد الغربية الماجنة فيفقد تقاليدنا وهويتنا العربية هذا على اعتبار أن استمراره في المخيم بما يعانيه من آلام نفسية هائلة، سيُبقيه على تقاليدنا الرصينة.
النجمة الأيقونة الجميلة، لم تنشغل بما حققته من شهرة عالمية، ونجاح عظيم، وحب أسطوري لم تنشغل بكل ما تملك من أموال طائلة لتعيش حياة الرغد والترف والرخاء (حسب تقاليدها الغربية) كما تعلمنا من فنانتنا الغراء فهي أدركت أن متعتها الحقيقية هي ببساطة في العطاء في إعانة هؤلاء الضعفاء على مواصلة ما تبقى لهم من عُمر في تلك الحياة القاسية.
راقب أداء وروح وقُبلات ودموع "جولي" لهؤلاء المنكوبين، ستتعلم الكثير عن شيء هام نفتقده يومًا بعد آخر أسمهُ الإنسانية، ثم راقب منتقديها من مُبدعينا، ستعلم لماذا نحن هكذا.
أنجيلينا الآن في خطر بعدما فقدت وزنها بشكل مبالغ لتصل الى 35 كجم، لترسل برسالة الى حُكام العالم لينتبهوا الى المنكوبين والجياع والضعفاء في الأرض، أدعوا وصلوا من أجل هذا الملاك النبيل.