الجناح العسكري للدعوة السلفية وأسرار جديدة يكشفها إسلام المهدي

الحق والضلال
على طريقة "وشهد شاهد من أهلها" يقدم الباحث والقيادي السابق بالدعوة السلفية إسلام المهدي أسرارًا جديدة عن الدعوة السلفية في حوار له مع جريدة "الصباح"، والذي نشر اليوم الثلاثاء 26 أبريل 2016، ليكشف حقيقة هذه الدعوة بعدما هرب من جحيمها، وبعد 30 يونيو 2013، انتقل ولاؤه من الدعوة السلفية إلى جماعة الإخوان، وأخذ على عاتقه الهجوم على الدعوة السلفية، والكشف عن أسرارها الواحد تلو الآخر. وحول بدايات انضمامه للدعوة السلفية يقول: "بدأت علاقتي بالدعوة في الصف الأول الثانوي؛ حيث كان المعروف عني حبي للتيار الإسلامي، وظهر ذلك في إطلاقي للحية، وهي نفس الفترة التي كانت تعمل فيها التيارات الإسلامية سواء إخوان أو سلفيون على استقطاب الشباب ممن لهم ميول دينية؛ حيث اختار الإخوان من يصلح للعمل السياسي واختار السلفيون من يصلح للعمل الدعوي، ولأن المدرسة هي المنبر الإعلامي الأول لتلك التيارات كان لهم أعضاء يتولون استدراج النشء، وكنت مسئول الإذاعة بالمدرسة، وتعرفت على مسجد الإخوان، وطلب مني أحد المسئولين بالمسجد حلق لحيتي؛ لأن الإخوان يفضلون التقارب المظهري مع الآخرين، ولكني رفضت، ووقتها أرسل لي مسئول الدعوة السلفية في مدرستي أحد أصدقائي، وطلب مني لقاء أحد المنتمين للسلفية بحجة أنهم ينظمون لقاء مجمعًا وفرصة للتعارف بين أصحاب الانتماء الديني؛ لأنهم دائمًا ما يبحثون عن المدخل المناسب لكل فرد جديد، ووافقت وقتها. ويستطرد قائلًا: "في كل مدرسة تنظيم صغير تابع للدعوة السلفية، وليس المدرسة فقط، بل الجامعة أيضًا، وهذا الشخص كان مسئول الدعوة في المدرسة التي كنت أدرس بها، فللدعوة هيكل تنظيمي يضم عدة تنظيمات: الأول تنظيم طلائع الدعوة وهو مختص بالنشأة وهم مرحلة الثانوية والإعدادي، ويكون أولًا في كل المدارس من خلال المساجد المدرسية التي يسيطرون عليها بالكامل، وتكون أنشطتهم في تلك المرحلة عادية ومنها تعليم الصلاة والصيام وقراءة القرآن، وتتم اللقاءات الجماعية لهؤلاء الشباب في الشواطئ البعيدة، وكان أشهرها شاطئ أبو قير، والآن أصبحت تتم في الساحل الشمالي حتى تكون بعيدة عن الأعين، ويقتصر تكليف الشباب في تلك المرحلة باستقطاب مزيد من زملائهم وأصدقائهم للانضمام للدعوة. وعن الصراع بين جماعة الإخوان والدعوة السلفية على استقطاب الأعضاء من المساجد يقول إسلام: "وجود سلفي في مسجد الإخوان يثير الريبة والعكس، ويعني إعلانًا للحرب مع الإخوان؛ لأنهم يعتبرونها محاولة سلفية لاستقطاب رواد المسجد؛ الأمر نفسه لدى الدعوة السلفية؛ حيث يعتبرون دخول إخواني مسجدهم كمحاولة لسرقة الزبائن، خاصة وأن الدعوة والإخوان يتباهيان بالاستقطاب إذا نجحا فيه، كما يتباهيان بأخذ المساجد من بعضهما، ولو حصل تيار على مسجد الآخر يحاول الآخر استرداده بكل الطرق وكأنها حرب". وعن لقائه الأول بمسئول الدعوة السلفية يقول: "طلب مني حضور لقاء تنظمه الدعوة بمسجد الفتح التابع لها، ويومها رأيت مخزن المنشورات والبوسترات التابعة للدعوة ووجدت مجموعة من الشباب يقرءون ورقًا وزعه عليهم مسئول الدعوة بالمسجد، وكانت تحتوي على كلام دعوي؛ لأنه قبل عام 2011 لم يكن لهم حديث سوى الدعوة بما أنزل الله، وفي تلك المرحلة كنا نتعلم أن الحكم بما أنزل الله يقوم على تحريم البرلمان، وأن الترشح خروج عن الملة باعتباره مجلسًا للتشريع الذي هو لله وحده، وكان هذا الحديث موجودًا في دروس وفتاوى

ياسر برهامي التي كانت موجودة على موقع طريق الإسلام وصوت السلف، ولكنه حذفها بعدما واجهناه بها. وعن الخدمة العسكرية يقول إسلام "السلفيون كانوا يحرمون علينا الخدمة في الجيش استنادًا للحديث النبوي من مات تحت راية العامية فميتته ميتة الجاهلية ، وعندما كان يأتي دور شاب للخدمة كانوا يوجهونه ببعض التعليمات، منها الاحتفاظ باللحية ورفض التخلص منها عندما يطلب الجيش؛ ذلك لأن اللحية ممنوعة، وأغلب شباب الدعوة لم يؤدوا الخدمة العسكرية؛ حيث كانوا يتعمدون الرسوب بالجامعة حتى يكملوا الثلاثين عامًا، ثم تدفع الدعوة غرامة التهرب من الخدمة من مال التخلص ، فهذا المال يأتي من حرام ويريد صاحبه التخلص منه، فيقدمه للدعوة السلفية لتخدم به المسلمين وكانت الدعوة ترصده لغرامات التجنيد". أما عن طبيعة عمله داخل الدعوة السلفية فيقول: "كانت الدعوة تعد منهجًا دراسيًا إسلاميًا متكاملًا باسم سبيل الهدى لتدريسه في المساجد والمدارس، وكنت ضمن المسئولين عن إخراج الكتاب فنيًا؛ لأن منزلي كان الأكثر أمانًا بين الأعضاء؛ لأن والدي كان يعمل بمنصب حساس وكان يستحيل تفتيش المنزل، وكانوا يطبعون الكتاب في مطابع عادية ويضعون اسم وهمي عليه، ومن تلك الأسماء دار منارات السلف في جدة بالسعودية؛ حيث تصدر أغلب الكتب السلفية بنفس الاسم، لكن الدار لا تعرف أي شيء عنها". وعن نشاطه في الدعوة يستطرد فيقول: "توقف نشاطي لفترة، وعدت بعد تعييني معيدًا بالجامعة، وطُلب مني مد الناشط السلفي بالإسماعيلية، وكنا نوزع الكتب على الشباب وننشر الفكر السلفي بالمساجد، ثم سافرت إلى السعودية، وكنت ألتقي بالشيوخ هناك أثناء سفرياتهم للتواصل مع داعميهم بالسعودية وتلقي التمويلات".

أما عن إدارة الدعوة السلفية والتي يعتقد البعض أن برهامي هو الذي بيده دفة الأمور يقول إسلام: "محمد إسماعيل المقدم، الذي سطا على الدعوة منذ فكر في إنشائها الشيخان فاروق الرحمانى وقطب الصادق، فلا تغرك الطيبة وعدم الظهور والهدوء الذي يبدو عليه، كلها أكاذيب، خاصة أنه ضليع في ارتداء أقنعة الإسلام، منذ أن كان عضوًا في تنظيم جهادي بالقاهرة وعمره 17 عامًا، بقيادة الشيخ محمد خليل هراس وعضوية أيمن الظواهريوطلال الأنصاري وبهاء الدين عقيل وآخرين. وكان هذا التنظيم جهاديًا فكريًا وكان المقدم عضوًا فاعلًا به رغم صغر سنه، وانشق التنظيم على نفسه مرتين: الأولى بعد حرب 73 حول اعتبار ضحايا الحرب شهداء أم لا؟ والثانية كانت لنفس السبب لكن في أحداث الفنية العسكرية، ولم يعد التنظيم مرة أخرى، وبعد ذلك انتقل المقدم مباشرة للدعوة السلفية. و المقدم ، لا يضع نفسه في الواجهة ويعمل دائمًا خلف ستار حتى يكون في الأمان، أما برهامي فهو الآن كارت محروق تم الإعداد للتخلص منه وتقديمه قربانًا للمصالحة مع القاعدة الشعبية للسلفيين، وتم تصعيد عدد من شيوخ الدعوة، وترك برهامي يغرد وحيدًا ويدافع عن نفسه دون جدوى. وأيضًا فإن تفكير برهامي سلطوي، وهو يبحث عن الوجود والتواصل مع السلطة بجانب عشقه للشهرة والنفوذ، لذلك فهو يعتقد أنه متخذ احتياطه كاملًا، ولكن خطة الإطاحة به ستتم كما حدث مع الشيخ سعيد عبدالعظيم. دار الإحسان لتحفيظ القرآن بالإسكندرية، حيث تقوم تلك الدور بتحفيظ القرآن وتنظيم حفلات إفطار جماعي في رمضان وعقد لقاءات دينية، ولكن أغرب ما يتم بها هو إقامة حفلات بارتداء الملابس السواريه للاحتفال بتخريج دفعة من الحافظات حيث تدخل النساء مرتديات النقاب، ويخلعنه ويظهرن بـ السوارية !، وكذلك يسيطر التنظيم النسائي على المساجد من خلال مصلى السيدات، ويقدمن المساعدات للفتيات ويعملن على تزويجهن من سلفيين؛ لضمان السيطرة عليهن. أما النصيحة التي يقدمها إسلام للشباب فيلخصها بقوله: "كل ما أعترض عليه بالدعوة ليس ضد المنهج السلفي، ولكنها شهادة حق لإثبات أن الدعوة السلفية ومسئوليها أدعياء كاذبون زائفون، لا صلة لهم بالسلفية من قريب أو بعيد، ولا يزال في الدعوة من يجب أن يراجع نفسه ويتطهر من هذا الدنس." ونستخلص من هذا الحوار الذي يتسم بالبساطة والعمق في آن واحد ما يلي: 1- "برهامي" كارت محروق وخطة التخلص منه جاهزة لاسترداد القواعد. 2- "السلفية " تحرم أداء الخدمة العسكرية وتدفع الغرامات لأعضائها الهاربين. 3- إسماعيل المقدم هو القائد الفعلي للدعوة السلفية، وكان عضواً بتنظيم جهادي مع الظواهري 4- استقطاب الأخوات يتم بتنظيم حفلات والأمن على صلة قوية بالسلفيين.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز

          
تم نسخ الرابط