قصص أليمة لآبائنا في منفى دار المسنين
دارت الأيام وتغيرت الأحوال، وللأسف بعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والعطاء يكون الجزاء ورد الجميل هو النكران والجحود في المشاعر تجاه الأم والأب.
بعض الأبناء الجاحدين يستشعرون أن أبويهم أصبحوا حملا ثقيلا يريدون التخلص منه، وذلك بالتعويض المادي حتي ترتاح ضمائرهم الميتة بأن يلقوهم في دار المسنين و تمحي من ذاكرتهم صلة الرحم، الآباء والأمهات في دار المسنين يشعرون أنهم في منفي لم يتوقعون بان ابنائهم سيفعلون هذا معهم وهم في ارذل العمر.
زارت "البوابة نيوز" دار تكريم الوالدين بجمعية الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة واستمعت إلى حكايتهم التي تدمي لها القلوب وجعا.
ابني يتمني موتي وزوجته تسبني وتخفي الطعام عني
البداية، قال الحاج سامح عبدالسلام، 67 عاما، ربيت ابني الوحيد وأفنيت سنين عمري برعايته حتي صار رجلا وتزوج وبعد وفاة زوجتي عشت معه أسوا أيام حياتي، فكان مثالا لابن العاق في جميع صوره، حيث كان زوجته تسبني أمامه ويغض بصره للطرف الآخر ويقوم بإهانتي اذا قمت بالدفاع عن حقي لدرجة انهم يتمنون موتي علي مراي ومسمع مني، وكانت زوجته تخفي مني الطعام حتي جاءت حفيدتي وسالتها يوما : لماذا لا تنادي جدي علي الطعام؟ فأجابتها كانت كالصاعقة " ليته يموت ويريحنا فهو لا يستحق الطعام".
وبعد ذلك انتقلت إلي أنا اعيش مع شقيقتي ولكنها لم تتحمل طويلا من طلباتي بخلاف انها لديها اسرة ولها مطالبها ، ولذلك بحثت عن دار مسنين منذ ثلاث سنوات ونظرا لأنني ليس لدي دخل كاف فقامت شقيقتي بتحمل مصاريف اقامتي والعلاج .
موكدا، لا اتمني أي شيء سوي الهداية لابنه وزوجته الذين كانوا سببا في حرمانه من رؤية حفيدته .
لم أجد من يأخذني إلى المستشفى
تحكي لنا، كريمة حسن تبلغ من العمر 76 عاما ، قائلة ، تركت المنزل وقررت إن اعيش في دار للمسنين، بعد أن فقدت نور عيني ووهن العظم وأصابني بمرض القلب ولم أجد من يرعاني في مرضي من ابنائي الثلاثة " كل واحد مشغول في حياته ونسي أمه.
مضيفة، قضيت عمري مع زوجي حتي وصل الي المعاش، ولكنه قرر الزواج بأخري وإنهاء زواجنا لأقوم بتربية أبنائي بمفردي، ولم يكن لي دخل سوي مساعدات إخواتي، أفنيت عمري حتي حصلوا علي شهادات التعليم العالي وتزوجوا جمعيا حتي بقيت وحدي بلا سند.
وقالت بحسرة شديدة، زوجة ابني لم تتحمل وجودي بمنزلها بدعوي أن بناتي أولي برعايتي، وبالطبع لن يتحمل زوج ابنتي تكاليف علاجي، فلا مكان لي سوي دار المسنين القريب من منزل ابني ومع الأسف لا يزورني سوي خمس دقائق أسبوعيا، وابنتي التي تقطن في المعادي تأتي لتلبية احتياجاتي ولكن سرعان ما تذهب للرعاية منزلها وأسرتها.
مؤكدة، كل ما تتمناه أن أجد من يأخذ بيدي ويسال عني باستمرار، فليس لدي من يرافقني إلى المستشفى سوى طفل صغير ابن أحد العاملين بالدار، لكنه أصغر من تحمل مسئولية العناية بي ولا يوجد أيضا من يرعاني ليلا.
أخي المدمن سر شقائي
عالية خليل تبلغ من العمر 74 عاما حكايتها تدمي القلوب، قالت، شيقي الاصغر حول حياتي إلى جحيم، حيث تزوج في شقة الأسرة ، وبمرور الوقت لتم تتحمل زوجته اقامتي معها ودفعته لإهانتي.
وأضافت ، شقيقي كان سلوكا سيئ وكان مدمنا فأجبرني علي الإنفاق من معاش والدي فعندما رفضت صمم علي طردي ولم أجد لي مأوى سوى دار المسنين التي أقيم بها منذ أكثر من 14 عاما .
وأشارت إلي أنها تعاني من الضعف وقلة المال خاصة أن كل شيء في الحياة صار بمقابل مادي ومن يملك المال يلتفت حوله الجميع ويبادرون بخدمته .
فكان الحزن والحسرة يملا حديثها، وخاصة عندما تذكرت أنها حرمت من الأبناء وضياع عمرها دون زواج، ولا أحد يسأل عنها سوي ابن شقيقها الذي يزورها من حين لأخر، وظلت تردد ان شقيقها الذي كان من المفروض أن يكون مصدر أمان وحماية لها للأسف كان سبب شقائها وإهانتها.
الزهايمر
جميلة وسعدية، نزيلتان في الدار يبدو عليهم انهم في العقد السابع من العمر ، كانتا تعملان كخادمتين في منزل إحدى الأسر ميسورة الحال حتي فتك بهم المرض ، فقامت الاسرة بإرسالهما لدار المسنين وتكفلت الأسرة بكافة المصاريف عرفانا بالجميل ولا احد يعلم عنهم شيئا ، فجميلة لا تدري ما اسمها وتنتظر قدوم الطبيب معظم الوقت.
أما عن سعدية فتردد: "عشت طويلا وعمري قد يصل إلى عشرين أو خمسة وعشرين عاما.
نقلا عن البوابة نيوز