إسعاد يونس من برنامج “زمبؤلك كده” المذاع على الراديو 9090 FM..تكشف عن تمثال عزيزة ألمونيا

الحق والضلال

خاص لموقع الحق والضلال

صلوا بينا على النبي, فايته من كام يوم في ميدان ما, في محافظة ما, وإذ فجأًة ألتقيلكم دوشة وكهارب وتعاليق وورد ابيض واحمر, وسيادة البيه رئيس الحي, ومعاه لفيف بهوات كلهم بِبِدَل بُنّي وياقات مِنشّيّة, وعيال حلوين مغرقين لهم شعرهم فازلين, وفارقين لهم شعرهم من النص, وملبسينهم لبس العيد, وواقفين صفّين وبيغنّوا وبيجعّروا “يا حبيبتي يا مصر يا مصر”, ومزيكة القِرَب بتصدح في كل مكان, وحاجه كده فرح بنت اخت العمده عالآخر.

أبصلك في النص, ألتقيلك ملاية بيضا كبيرة ملفوفة على حاجة كبيرة كده, قُلت أستنى, يا بت استني لايكون مقام جديد ولّا يكونوا اكتشفوا بير بترول في نص الشارع.

شوية, والمزيكا عليت واشرأبت الأعناق, والعيال بطلوا جعير, وتقدّم البيه المنشّي “واثق الخُطى”, وهوب راح شادد الحبل ووقعت الملاية, الكل سقّف والنسوان تزغرط والرجالة تهتف “الله أكبر”, والعيال تتنطط “هيه هيه”, وانا ازاحم بين امواج البشر, حلفت لازم اشوف الحدث الضخم ده بعيني لأنه مايبقاش اسمه كلام, أحضر وماشوفش.

القصد, بلاد تشيلني وبلاد تحطني, وأخيرًا وصلت, “سلامٌ قولًا من ربٍ رحيم, يا ساتر يا رب,ليه كده؟ دي الملاية كات ساترة بلاوي يا جدع, داري يا عم الحاج داري, غطي غطي إلهي يسترك, إذا بُليتم فاستتروا”.

حد يحتفل بوضع تمثال ل “عزيزة ألمونيا” في ميدان عام؟.

يا لهوي! أضرب بعيني تاني أتأكد, ألتقيلك كائن حي كده له عينين وحَنَك ودماغ كبيرة, ولابس قمطة وكاتبين عليه “الملكة كليوباترا”.

كليوباترا؟! كليوباترا؟! هو الفنان البوهيمي اللي قرر ينحت للغلبانة الله يرحمها تمثال ماعدّاش ناحية متاحف بالغلط؟ بلاش, ماشافش تليفزيونات؟ قطيعة, بلاش ده كله, ماجابش سيجارتين فرط حتى وبص عالعلبة في حياته وعرف سحنة الست؟!.

دي المرحومة كات طيبة يا جدع ولا تستاهلش مننا كده أبدًا.

المشكلة مش في كليوباترا لوحدها, ده قبل منها بكام يوم حد عمل العملة السودة دي مع “إست نفرتيتي, طيب الله ثراها راخره”, نفرتيتي اللي العالم بيحلف بجمالها, عاديك ياخويا اتحولت على إيد فناني تماثيل الميادين دول لرِجْل كنبة طالعلها مناخير بعيد عن السامعين, لأ وفين؟ في مسقط راس المرحومة.

ويرجعوا يشتكوا بقى من لعنة الفراعنة ويقول لك أساطير, لأ وربنا ما أساطير, أنا لو مكان الناس اللي نايمة في أمان الله في الأهرامات ولّا في وادي الملوك دول والله لأطلع أقطع خَلَفهم نَفَر نَفَر.

المشكلة بقى ماوقفتش بالمناسبة عند ملوك الفراعنة, لا لا, الموضوع اتطوّر يا جدعان, الموضوع اتطوّر وطال عرايس البحر, ده بقى غير الأشكال السيريالية اللي أغلبها “بيكرف” على أَجِنّة غير مكتملة النمو, أو كائنات فضائية, أو مخلفات حيوانية, لدرجة لازم نتساءل معاها: هل فيه مشكلة في الذوق العام؟ ولًا ياخويا ده اتجاه جديد في فنون النحت والعمارة بيعتمد على إعطاء الفرصة للعيال أقل من 7 سنين في إنهم يضعوا إبداعاتهم في الميادين؟.

ماهو لما النِسَب والأبعاد تبقى رايحة في داهية, والألوان متمخمضة فرشة كده وفرشة كده, لدرجة إن رسومات “حج مبرور, والجَمَلين, والطيارة” اللي عالبيوت تبقى إبداع راقي, بالمقارنة بالبلاوي اللي بتتحط في الميادين اليومين دُول, يبقى لازم نشوف لنا حل, آه, نجري على دكاترة فنون جميلة وهندسة يلحقونا, نشوف عندهم خبر بالمصايب اللي بتجرَى في البلد ولّا إيه, ولّا اللي بيعملوها ماعدّوش عليهم ولّا إيه الموضوع؟!.

آه والله زي مابؤلك كده.

          
تم نسخ الرابط