هل كان صلب المسيح ضعف منه ام هو علامه واضحه تدل علي قوته
ان صليب المسيح لم يكن ضعفا ، ولكنه كان اتضاعا كاملا ، كان الصليب خطا واضحا بالنبؤات في العهد القديم اولا ثم بتحقيق كامل في العهد الجديد ، وكان خطا واضحا امام عيني السيد الرب يسوع المسيح ( له كل المجد ) ولهذا فصليب المسيح هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ( روميه 1 : 16) وان كانت كلمة الصليب عن الهالكين جهالة وضعف ، فهي عندنا نحن المخلصين المؤمنين بعمل المسيح للفداء فهي قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ( 1 كورنثوس 1 : 18)
يعتقد البعض ان اليهود والرومان حينما اشتركوا في صلب السيد يسوع المسيح فانما قد تم صلبه لانه كان ضعيفا ، فلم يستطع الدفاع عن نفسه ، او انقاذ نفسه ، ولذلك فلا يمكن ان يكون هو الله الظاهر في الجسد .
والحقيقة ان هذا التفكير يكشف عن انسان لم يكلف نفسه عناء البحث في الكتاب المقدس عن سبب صلب السيد المسيح
فقد اعلن السيد المسيح في كثير من المواقف انه ذاهب الى الصليب بطوع ارادته الكاملة
فقال السيد المسيح بلسانه المبارك ( قبل الصليب ) أمام اليهود:” لهذا يحبني الآب لاني اضع نفسي لآخذها ايضا. ليس احد يأخذها مني بل اضعها انا من ذاتي .لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان آخذها ايضا.هذه الوصية قبلتها من ابي”( يوحنا 10 : 17 و 18) ء
فلو كان السيد المسيح يريد هربا من الصليب لكان فعل بمطلق حريته وامامه متسع من الوقت لذلك ، ولكننا نجد عكس ذلك تماما فالوحي المقدس يذكر ان السيد يسوع المسيح ( له كل المجد ) ” كان عالما بكل ما يأتي عليه ” وبهذا قد واجه رؤساء الكهنة والجنود الذين أتوا للقبض عليه قبل الصليب ( يوحنا 18 : 4) ، فلم يكن الامر مفاجئا له ، أو خارج عن ارادته الكاملة والمطلقة .
ولهذا فنحن نجد السيد المسيح قبل الصليب ، واثناء عملية الصلب نفسها وهو معلق على الصليب ( له المجد ) قد حثه الناس على اثبات قدرته وقوته ولاهوته بأن يترك الصليب وينزل ( متى 27 : 40) ، ولكن الحقيقة ان هذه لم تكن مقولة الناس بل مقولة الشيطان نفسه الذي طالما حاول ان يثني السيد المسيح عن الذهاب الى الصليب ( متى 4 : 3 و 6 ) و( لوقا 4 : 3 و 7) و ( متى 16 : 23 ) و ( مرقس 8 : 33).
والمجد لله دائماً