اخر مره ركبت طياره كانت من اسبوع اول ما الطياره طلعت بدأت شوية مطبات هوائيه تحصل
اخر مره ركبت طياره كانت من اسبوع كنت راجع من الغردقه و كنت قاعد جنب راجل و مراته جمال اوى من النوع الهادى الغلبان. اول ما الطياره طلعت بدأت شوية مطبات هوائيه تحصل و الطياره بدأت تتهذ و ده خلى مرات الراجل اللى جنبى تتوتر و تبدأ تعيط. بعد شويه المطبات زادت و بقت الطياره تتهز اجمد و وصلت لدرجة ان كل حته فيها كانت بتزيأ. ساعتها الست يا عينى اعصابها هربت منها تماما" من الخوف لدرجة انها بقت تلطم و تعيط جامد و تعض فى ايد جوزها و تقوله احنا كده خلاص هانموت
الحقيقه انا دايما" باعمل نفسى جامد و مش باقلق من موضوع المطبات الهوائيه ده. بس المره دى الست دى خليتنى احس بشعور مؤلم و مختلف خلال ال 5 دقايق دول. احس بلحظات رعب غريب. و خاصة" انى كنت راجع لوحدى و ماعيش حد اعرفه على الطياره.
لحظات بتنسى فيها شغلك و مشاغلك و همومك و التزاماتك و مواعيدك و خططك و احلامك و اهدافك و طموحاتك
لحظات بتحس ان اهلك و اصحابك و حبايبك واحشينك اوى. و ان انت نفسك تشوفهم كلهم حالا" و تسلم عليهم.
لحظات بتشوف فيها مراتك و ولادك كأنهم واقفين قدامك و تحس انك عايز تكلبش فيهم و ماتسيبهمش. عايز تشبط فيهم و تتحايل على ربنا يمكن يسيبك المره دى شويه علشان خاطرهم
لحظات بتحس فيها بندم عميق و حقيقى على كل اخطائك و امراضك و تشوهاتك اللى التهموا منك وقت طويل جدا من ايامك و خلوك عايش بعيد عن ربنا
بتحس كمان بندم على كل القلق اللى قلقته فى حياتك على تفاهات على كل الوقت اللى ضيعته فى تفاهات او هرى او اى كلام فاضى
انها لحظات النهايه
بس الحمد لله ساعتها المطبات هديت تدريجيا" و بدأت تقل تماما" و الأمور استقرت. بس فضل الشعور اللى الست دى صحته جوايا موجود بقوه شعور انك فعلا" ممكن تاخد تذكرة سفر بلا عوده من الأرض فى اى وقت.
كل ما اتخيل مدى صعوبة اللحظات الأخيره اللى شافوها الناس دى و مدى سرعة النهايه بجد باحس اد ايه الإنسان ده كيان بسيط و "هش" على كل السحله اللى بيسحلها لنفسه فى الأرض علشان ينجح و يكبر و يحوش و يكون له وضعه فى المجتمع اللى هو برضو فانى و هش
يارب تكون #لحظات_النهايه دى كانت قصيره و سهله عليهم
يا رب عزى و صبر اهاليهم و اصحابهم و احبائهم و اديهم حكمه و قوه.
Rest in peace pure souls of #MS804 passengers and crew