الفلاحين يواجهون كارثة بوار أراضيهم بسبب نقص المياه

الحق والضلال
مستشار وزير الري: مخالفات الفلاحين أدت إلى عطش الأراضي ومصر ستدخل في سنوات عجافدياب: الفلاحين لم يلتزموا بالدورة الزراعية وسد النهضة سيضاعف من المشكلات مزيج من حالتي الغضب والحزن انتابت عددًا كبيرًا من الفلاحين بالمحافظات المختلفة، نظرًا لنقص مياه الري مما جعلهم عاجزين عن ري زراعتهم بعد جفاف الترع، التي يروونها من خلالها، ليضعهم هذا الأمر أمام كارثة حقيقية يواجهونها بمفردهم دون أن يحرك المسؤولين الذين ألقوا باللوم على الفلاحين ساكنًا. سوهاجبداية مع محافظة سوهاج التي شهدت كارثة تمثلت في انقطاع المياه عن الأرضي، حيث الترع الخالية من المياه والتي تحتاج إلى تطهير، مما تسبب في حالة من الغضب بين الأهالي معبرين بقولهم "الزرع بيموت، وبيوتنا اتخربت بسبب نقص المياه" حيث يعاني الأهالي من نقص المياه الشديد لرى أراضيهم مما تسبب فى تلف الزرع، مطالبين المسئولين بالتدخل والتحرك السريع خاصة وأن زراعة الأرض هي مصدر رزقهم الوحيد . ومن جانبه أوضح المهندس إبراهيم عبد المنعم مدير عام الري بمديرية الري بسوهاج، أن سبب نقص المياه يرجع إلى قلة المنسوب هذا العام وهو ما بين الانخفاض والارتفاع على مدار السنوات السابقة. كفر الشيخولم تكتف الأزمة بضرب أراضي سوهاج فقط وإنما أطاحت أيضا بالأراضي في كفر الشيخ مما أدي إلى قطع الأهالي التابعين لقرية أريمون التابعة لمركز كفر الشيخ، طريق كفر الشيخ سيدي سالم، اعتراضاً على نقص مياه الري، وأشعلوا النيران في إطارات السيارات. جنوب بورسعيدكما ضرب العطش أراضي جنوب بورسعيد البالغة مساحتها‏57‏ ألف فدان‏,‏ وامتدت أزمة نقص المياه التي قضت على زراعات الجنوب إلى مياه الشرب المنصرفة لأكثر من‏600‏ ألف مواطن بأحياء المدينة المختلفة. وأمام التجاهل التام لمسئولي الري بالمحافظة، كما اضطر بعض الملاك والمزارعين لاستخدام القوة لتوصيل المياه إلى أراضيهم. محافظة الشرقيةكما شهدت محافظة الشرقية أيضا مشكلات في ري الأراضي الزراعية، حيث يعاني أهالي مركز الحسينية والقصبي غرب والقصبي شرق وصان البحرية وعشرة صنعاء وغيرها من قرى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية من نقص حاد في مياه الري بعد أن جفت الترع، ليقوم الأهالي على إثر ذلك بكسر بوابات المياه المؤدية لترعة بشارة بمدينة الحسينية بسبب تصرفات المسئولين التي لا تتفاعل مع المشكلة. وقد أكد وكيل أول وزارة الري بالشرقية، أن المشكلة تتمثل في أن ترعة صان الحجر المغذية لهذه المساحات لا يوجد بها ماء فعلاً، وأن مصدر المياه لهذه الترعة هو مصرف بحر صفط ومنسوب المياه في هذا المصرف منخفض. القليوبيةكما طالت الأزمة محافظة القليوبية حيث شهدت أزمة طاحنة ظهرت بأغلب مناطقها ، خاصة بمدن الخانكة وشبين القناطر، مما تسبب في اللجوء إلى استخدامهم للري بمياه الصرف الصحي للزراعة لعدم وصول المياه إلى نهايات الترع والفروع. وأكد عدد من المزارعين، إن موسم العطش والجفاف قادم لا محالة بسبب أزمة مياه الري، موضحين أن المزارعين يجلسون بجوار الترع انتظارا للفرج ووصول قطرة مياه لري مئات الأفدنة التي أصابها العطش. الفيومومن القليوبية إلى الفيوم، التي تحول أكثر من نصف أراضيها إلى صحراء جرداء بسبب نقص مياه الري، بمراكز أبشواي ويوسف الصديق طامية واطسا وسنورس. وفي تلك الأثناء انهارت العديد من الزراعات والمحاصيل، حيث لم يقتصر الانهيار على القطن فقط بل امتد إلى محصول المانجو بعد أن تعرضت الحدائق إلى موجة من العطش بسبب نقص مياه الري وتحولت الفيوم من محافظة الفاكهة إلى محافظة مستهلكة للفاكهة والخضار. كما توقف 50% من الأراضي الزراعية في مركزي الفيوم وإطسا عن الزراعة؛ لأن هذه المساحات لا تصلح إلا لزراعة الأرز فقط ما أدى إلى كارثة في قلة زراعة الأرز. وأرجع خبراء الري السبب وراء هذه الكارثة التي تلحق بالأراضي الزراعية بالمحافظات، إلى سوء تعامل الفلاحين مع المياه، بالإضافة إلى زراعتهم لمحصول الأرز بالمخالفة. الفلاحين تسببوا في حالة العطش من ناحيته أكد الدكتور صفوت عبد الدايم، الأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه مستشار وزير الري والموارد المائية، أن حقيقة تناقص المياه عن الأراضي الزراعية والتي تضرب الآن العديد من المحافظات لا تتسبب فيها الحكومة على الإطلاق. وأوضح مستشار وزير الري، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن المشكلة تأتي من الفلاحين الذين زرعوا محصول الأرز عن طريق المخالفات التي أدت في النهاية إلى وقوع بوار الأرض، مؤكدا على أهمية ترشيد استخدام المياه خاصة في هذا التوقيت . وأكد أن مصر تعاني معاناة كبيرة في شأن تناقص المياه بعيدا عن سد النهضة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن مصر ستدخل على سنوات عجاف فضلا عن كارثة سد النهضة إذا تحققت والتي لم تبدأ بعد لتضاعف الأزمة. وناشد مستشار وزير الري، كافة وسائل الإعلام أن تتبنى حملات توعوية الترشيد الفلاحين بعدم زراعة مزيد من الأراضي خاصة بمحصول الأرز، وذلك لتناقص المياه. التوسع في زراعة الأرز سبب الأزمة فيما أكد الدكتور أحمد فوزي دياب، كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة وأستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، أن الاحتياجات المائية تتحدد وفقا لنوع التربة والمناخ والنبات المزروع، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا في ضوء المياه المنصرفة من بحيرة ناصر . وأوضح دياب، أن المشكلة الحاصلة الآن من تناقص مياه الري ترتبط بعدم التزام الفلاحين بالدورة الزراعية، فضلا عن عدم الالتزام بالمقننات المائية يحدث انقلابا كبيرا ويؤدي إلى ما يحدث الآن من تناقص المياه . ولفت إلى أنه هذه الكارثة سببها أيضًا هو المخالفات وزراعة الأرز بكميات كبيرة مما يستدعي الطلب المتزايد على المياه، مطالبا الحفاظ على المياه وترشيدها تماما، ومحذرًا من إهدار المياه، خاصة وأن مصر ستدخل على مشكلات كبيرة خاصة بعد مضاعفة سد النهضة مشكلاتها المائية منوها أن أزمة المياه الحاصلة الآن لم تأت بسبب سد النهضة الذي لم يؤثر بعد.
الفجر
          
تم نسخ الرابط