يحكى أن ديرا للرهبان تراجعت فيه المحبة وتقوقع فيه الرهبان على أنفسهم لا أحد يحتمل الآخر 1103625

الحق والضلال

يحكى أن ديرا " للرهبان تراجعت فيه المحبة وتقوقع فيه الرهبان على أنفسهم ، لا أحد يحتمل الآخر ولا يساعده ولا يخدمه وسيطرت الأنانية على الجميع ، انتبه رئيس الدير لهذه الحالة وقرر أن يفعل شيئا " لتعود المحبة الى ديره فقصد ناسكا " جليلا " يعيش في مغارة على رأس الجبل ، فوصف له وضع الدير ، وطلب منه النصيحة فقال له الناسك : ساطلعك على سر خطير وهو أن المسيح نفسه موجود بينكم متخفيا " بشكل احد رهبان الدير ويتصرف بشكل عادي حتى لا تعرفونه وهو الذي يتلقى منكم المعاملة السيئة ، رجع الرئيس الى ديره وهو يفكر بجميع الرهبان ويقول في نفسه :
هل من المعقول ان يكون المسيح هو الراهب البواب الذي يستقبل الناس بخشونة ؟ او هو الراهب البستاني المنعزل ؟ او الطباخ كثير الكلام ؟ وهكذا فكر الرئيس بالجميع وبجميع أخطائهم ولم يرى في أي واحد ما يمكن ان يدل على انه المسيح ، ولكنه كان "واثقا" من صحة كلام الناسك ، وصل الدير فجمع كل الرهبان واطلعهم على السر الخطير ، وأنّ المسيح موجود بينهم متخفيا" ،
وأن على الجميع أن يراعي هذه الحقيقة ، ومنذ تلك اللحظة أخذ كل واحد يغير سلوكه نحو الآخر لانه كان يقول في نفسه : ربما يكون هذا هو المسيح فيجب ان اعامله بمحبة وهكذا عادت المحبة شيئا " فشيئا " الى ذلك الدير لان كل راهب حاول ان يرى يسوع في الاخر ويعتبر ان كل عمل موجه لقريبه هو موجه ليسوع ومع عودة المحبة عاد الفرح والازدهار لذلك الدير
¤¤
إن تعاملنا مع الآخرين كأننا نتعامل مع صورة المسيح
داخل الأشخاص ، حتما " سيخلق جوا " من الألفة والمحبة وسيجعلنا نتقبل عيوب بعضنا ونعمل على تحسينها بكل تواضع . والله معكن !

          
تم نسخ الرابط