أبحاث مشاهدة كاذبة ومضللة وإعلام يصرخ والمشاهد هو الضحية
بقلم حنان شومان
قد تتصور خطًأ أنك كمشاهد للتليفزيون لست معنيًا بقضية مثارة كثيرًا هذه الأيام وعادة فى كل رمضان حول مؤسسة لأبحاث الإعلام وتحديد نسب المشاهدة عنوانها إبسوس، وقد تتصور خطأ أيضًا أن دورك لا يتعدى إلا أنك مشاهد تفتح جهاز التليفزيون وتمسك فى يدك الريموت كنترول وتقلب المحطات لتستقر على المحطة التى ستشاهد عليها برنامجك أو مسلسلك المفضل، ولكنك وأنت تفعل ذلك ربما لا تدرك أنك مُساق بشكل أو آخر بالأخبار التى تتوالى عليك وتقول إن البرنامج الفلانى هو رقم واحد أو أن المسلسل العلانى هو الأهم أو أن القناة الفلانية هى القناة رقم 1، لأنك ببساطة ستخضع لقاعدة فى علم النفس، فلو أن هذا البرنامج أو تلك المحطة أو هذا المسلسل لا يلقى لديك قبولاً ستجد نفسك مدفوعًا لأن تشعر أنك مختلف عن الأغلبية وحتمًا ستذهب لترى ما الذى تراه الأغلبية التى تتحدث عنها أبحاث المشاهدة فى هذا البرنامج أو تلك المحطة، فقديمًا قالوا الدوى على الودان أمر من السحر، أى أن تكرار القول مرات ومرات له فعل السحر فى التأثير، لذا فلا تستهين أبدًا بخبر أو تحقيق حول مؤسسات أبحاث المشاهدين التى من المفترض أنها تمثلك بينما هى كاذبة. فى أغلب دول العالم المتقدم الصادق على الأقل فى أبحاثهم واستفتاءاتهم وكل ما يخص وجهات نظر الجمهور، يوجد جهاز صغير يقال عنه بيبول ميتر people meter يتم ربطه مع أى ريسيفر يشتريه المواطن، وهذا الجهاز يحدد عدد ساعات المشاهدة ومواعيدها وأى القنوات يتابعها المشاهد، وكذلك أى البرامج، وبالتالى يسهل جدًا وبصدق قياس اتجاهات الرأى العام وحين تعلن مؤسسة لأبحاث المشاهدة أى أرقام فهى أرقام صحيحة لا مجال فيها للتلاعب أو الكذب، ولكن فى وطننا العربى الأمر يختلف فلا استفتاءات ولا أبحاث للمشاهدة أو غيرها صحيحة أولاً بشكل علمى والأهم أنها مكذوبة لصالح من يدفع فالأمر يسير بمنطق ادفع لتنال بركة إبسوس الشركة الوحيدة لقياس نسب المشاهدة والتى يصرخ منها أغلب الإعلام العربي، فهى شركة بركة تقوم أبحاثها على الاتصالات التليفونية لتسأل بشكل عشوائى ما القناة المفضلة لديك وما البرنامج المفضل وهكذا، وحتى لو افترضنا أنها تقوم بهذه المهمة على عينات عشوائية دون غرض مسبق فإنها بذلك لا تتبع أسلوبا علميا فى البحث، فما بالنا لو اجتمع الغرض مع الجهالة، والغرض هو أنت أيها المشاهد الذى يجرون خلفه ليقنعوه ماذا يشاهد، والغرض الأكبر هو فلوس الإعلانات فمن ترضى عنه أبسوس فهو رقم واحد، ورضا أبسوس ليس بلا ثمن. إذا إبسوس شركة أبحاث المشاهدة شركة مشبوهة الأغراض، فماذا فعل الإعلام المصرى والعربى الذى يتهمها ليل نهار بالغرض والمرض؟ لا شىء غير الصراخ والشكوى الدائمة وكأن لا يوجد فى العالم إلا شركة إبسوس، فإن كانت إبسوس كاذبة ووحشة وصاحبة غرض فماذا يفعل أهل الإعلام غير الشكوى وترك المشاهد نهبًا لأكاذيب نتائج أبحاث مضللة؟اليوم السابع