الصينيون يحرقون الفلوس والاجهزه الكهربائيه والسبب لا يصدقه عاقل

الحق والضلال
في الغالب تحتفل الشعوب بأعيادها الدينية والقومية المميزة، بينما يختلف الأمر تماما ً في جمهورية الصين الشعبية في احتفالها بالأعياد، إذ تقيم مهرجانات للأساطير والحكايات الشعبية والأشخاص الذين لهم دور في حياة شعوبهم، وتحمل هذه المهرجانات طابع ثقافي وتاريخي عريق.
ففي الخامس من إبريل كل عام، تحتفل الصين بمهرجان "تشينغ مينغ"، الذي يوافق في الشهر القمري الثالث من التقويم الصيني، وخلال هذا المهرجان تعمل شركات السياحة والمواصلات العامة على تسيير رحلات إضافية إلى المقابر، حيث يتوافد الناس من شوارع مدينة هونج كونج نحو المقابر الواقعة على التلال، وفي باقي أيام السنة يتجنب الناس عمدا ً المرور أمام هذه المقابر.
ويقوم الصينيون في هذا اليوم بتنظيف المقابر ويمارسوا طقوس مهمة لعبادة الأسلاف، حيث تقوم العائلات بإزالة الأعشاب من القبور وإصلاح النقوش على الأحجار التذكارية، وتقدم هبات غذائية وحرق البخور وهبات الورق عند المقابر لكي يستخدمها أسلافهم في الأخرة، وكان حرق الأرواق النقدية الزائفة التقليدية هي الأكثر شيوعا ً، أما الأن فقد انتقلت متطلبات الناس الحديثة في العالم الدنيوي إلى الأخرة فأصبحوا يحرقون أوراق تقلد أشكال الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر ومكيفات الهواء والسيارات الفاخرة كما يقوموا بإعداد طرود بريدية تحمل رسائل من عالم الأحياء إلى عالم الآخر، وينحنون أمامها تحية وإجلالا للراحلين و لم يقتصر الناس على حرق أوراق النذور فحسب ، بل كانوا يقدمون عشرة أطباق كبيرة من الأطعمة إلى الضرائح أيضا.
وبمناسبة حلول عيد تشينغ مينغ، تقوم الفتيات والنساء بنزهة ربيعية حيث يقطفن بعض البقول البرية الطازجة ويجلبنها إلى بيوتهن لإعداد الجياوتسي ومعجّنات الذرة المحشوة، التي تتمتع بطعم لذيذ ورائحة شهية ونكهة خاصة.
وتعنى الترجمة الحرفية لتشينغ مينغ " نظيف ومتألق" ويسمى هذا المهرجان أيضا في بعض المناطق الصينية بعيد الأشباح، وعيد المشي على الخضرة نظرا لأنه توقيته يصادف اعتدال الجو واخضرار النباتات الذى اعتاد الصينيون فيه الخروج إلي ضواحي المدن المكسوة بالخضرة للنزهة أو تطيير الطائرات الورقية أو التمتع بالمناظر الربيعية وشد الحبل واللعب على الأرجوحة.
يرجع تاريخ عيد تشينغ مينغ إلى عهد الإمبراطور "جين ون قونغ" الذي كان يتعرض للاضطهاد قبل اعتلاءه العرش قبل 2600 عام، الذي أغمى عليه يوما ما من شدة الجوع فلم يجد أتباعه ما يقدمونه لإنقاذه، فقام احد المخلصين له يدعى "جيه تسي توي" بقطع قطعة من لحم فخذه لينقذه من الجوع، وبعد مرور 19 عاما، عاد جين ون قونغ من منفاه و نجح في اعتلاء عرش.
          
تم نسخ الرابط