فى ذكرى رحيله.. قصة حب هوشع النبي ومحبوبته

الحق والضلال
فى ذكرى رحيله قصة حب هوشع النبي ومحبوبته


قصة حب هوشع النبى وجومر المرأة الزانية ، فى الكتاب المقدس العهد قديم ، ربما تكون هذه القصة من أجمل قصص العهد القديم المرتبطة بالحب دون مقابل، ويأتي هذا بالتزامن مع احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، بذكرى رحيل هوشع النبى.

هوشع النبي ابن بئيري
هوشع اسم عبري معناه الخلاص ، وكان من أنبياء القرن الثامن قبل الميلاد، أحد الأنبياء الصغار، هوشع النبي الصغير ، ولم تكن هذه التسمية بسبب صغر شأن هؤلاء الأنبياء، وإنما لقصر نبواتهم المكتوبة، وفترة نبوات هوشع دامت حوالي أربعين عامًا.

قصة هوشع وجومر
بحسب الكتاب المقدس، الله أمر هوشع أن يأخذ لنفسه امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت تاركة الله ، فذهب هوشع وأخذ جومر بنت دبلايم ، ولا يعني هذا بالضرورة أن جومر كانت زانية في الوقت الذي تزوجها فيه، بل الأرجح أن هذه النزعة كانت في دمها وسرعان ما انكشفت طويتها وأوغلت وهي زوجة نبي في الخطية.

وهجرت جومر النبي، بعد زواجها منه هربت منه مرات عديدة، مرة خوفًا منه، ومرة خوفًا من ذاتها ومرة خوفًا عليه، حتى ترتكب الكثير من الأفعال التي تعتبر مشينة في حقه، والتصقت برجل آخر، وأصبحت جارية أسيرة له، وأمر الله هوشع أن يعيدها إليه، ورغم صعوبة الأمر، أطاع هوشع الله، وذهب ودفع حتى يشتريها لنفسه مرة أخرى بالثمن الذي كان يدفع عادة لشراء عبد، ووضعها النبي في حجز أيامًا كثيرة، وأراد أن يثبت لها أن ما يريده منها أبعد من الجنس بكثير.

توبة جومر
بعد محاولات كثيرة من هوشع، أروعتها الحقيقة، التى لا تعود تستطيع إنكارها وهى: أن شفائها الحاسم يجب أن يأتيها من ذاك الذي يحبها بعد أكثر مما يحبها، هوشع ذاك الذي لن يدعها تفلت من يده أبدًا، وهى محبة الله غير المشروطة التي تخترق جميع الحدود والسدود، وتحطم كل القيود.

وقدمت جومر توبة صاقة لله بعد محاولات هوشع الكثيرة فى أرجعها، وأحبت هوشع ووثقت به وعاشت معه بعد طول عناء، بعدما أدركت معنى الحب الحقيقى، وقبول الله لها، وقبول زوجها لها الذى أحبها بالرغم من زناها وخطيتها، محبة حقيقة غير مشروطة استطاعت أن تغيرها على النقيد تمامًا.

توضح رواية هوشع وجومر أن الله يحب الإنسان رغم سقطاته وضعفاته، وهذا هو الحب غير المشروط، الذى يجعل النفس حرة إذا رجعت إلى الله وتابت عن كل أفعالها، يظل الإنسان يهرب بأفعاله الخاطئة ويظل الله فى تقديم الحب وانتظار التوبة التي يعلن بها الإنسان عن محبته والتصاقه بالله.

https://christian-dogma.com

نقلا عن الدستور

          
تم نسخ الرابط