حكاية بائعة المناديل.. وذئبا المريوطية
حكاية بائعة المناديل وذئبا المريوطية
وقفت الفتاة بائعة المناديل تخرج الكلمات من بين ثنايا فمها كجمرات نارية تستقر بين أضلع أبيها العامل البسيط، الذي كاد قلبه أن ينفجر حنقا من هول ما ترويه ابنته.
تدفق الدم في عروقه هائجا مجنونا، وسيطرت عليه حالة مريرة من الغضب الذي تصاعد لهيبه حتى شعر وكأنه يحرق وجهه، كلما تساقطت دموع ابنته التي اعتدى عليها ذئبين، وقاما باغتصابها تحت تهديد السلاح بمنطقة نائية بالمريوطية.
توسطت الشمس كبد السماء بلونها الأحمر، بينما تسير الفتاة الصغيرة ابنة الـ17 عاما، تبدو منهكة القوى، من كثرة السير سعيا وراء الرزق ببيع المناديل الورقية، لمساعدة أبيها العامل البسيط لمواجهة أعباء الحياة، تعلو وجهها ابتسامة خفيفة تقابل بها الزبائن طمعا في الشراء منها، وخفة ظل اشتهرت بها بين أهالي المنطقة وأصحاب المحلات.
وبعد عناء وشقاء يوم عمل شاق، وبخطوات مثقلة أثناء عودتها للمنزل فوجئت بشخصين من المنطقة معروف عنهما البلطجة، حيث أشهر أحدهما سلاح أبيض في وجهها، بينما شل الآخر حركتها، تقطعت أنفاسها، وازدادت دقات قلبها بسرعة غير مسبوقة، تتوسل إليهما بعدم إيذائها، تعرض عليهما ما كسبت يداها من نقود قليلة، ولم تكن تعلم بأنها وقعت بين ذئبين تجردا من كل المشاعر.
وبعد أن سيطرت عليهما غرائزهما الحيوانية، واصطحباها كرها عنها، وتوجها إلى منطقة نائية، وتناوبا اغتصابها دون رحمة أو شفقة، وتركاها كالطير المذبوح تلطم خديها، وتنعي حظها العثر.
وبخطوات مثقلة، ودموع منهمرة، توجهت إلى أبيها، الذي امتلأت عيناه بالدموع، واخترقت كلماتها أذناه، وسيطرت عليه حالة من الصمت يعض على شفته السفلى، حتى كاد أن يقطعها من شدة الغيظ، والحنق، لم تراوده نفسه ولو لبرهة، واتخذ القرار، وأخفى سكينا بين طيات ملابسه، وهرول مسرعا كالمجنون الذي أصابته لوثة، ولم يرى أمامه غير شعلة حمراء، تتسارع أنفاسه، وأصبح كالثور الهائج يجوب المنطقة ذهابا، وإيابا حتى وقعت عيناه على أحدهما، انقض عليه، محاولا الفتك به، لكن خارت قواه لضعف جسده، وقوة بنيان الشاب الذئب عتيد الإجرام الذي نجح في تسديد اللكمات له، وضربه ضربا مبرحا أمام المارة، سقط الأب فوق الأرض، وبسرعة فائقة يتفادى اللكمات والركلات، اخرج السكين من بين طيات ملابسه، ولم يشعر إلا ونصله يخترق بطن الذئب الجاحد، وتملكته حالة من الذعر والهلع، وسدد له طعنات أخرى باليد يسقط على إثرها غارقا في بركة من الدماء.
ووسط مشهد يبعث بالحزن، تنذرف الدموع فوق وجنتيه مرددا (شفيت غليلي، وانتقمت لابنتي القاصر)، وتوجه إلى قسم شرطة الهرم، وأمام العميد عادل أبو سريع مأمور القسم
والرائد هاني عجلان رئيس المباحث اعترف بجربمته انتقاما لشرف ابنته الصغيرة، وتم نقل الشاب الذئب إلى المستشفى في حالة خطرة.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيقات، وطالبت بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة، وسرعة ضبط وإحضار صديقه الذئب الهارب.
مصدر الخبر: