قصة أمير هدد عرش «الملك فاروق».. اعتقله بحجة العمل السياسي
قصة أمير هدد عرش الملك فاروق اعتقله بحجة العمل السياسي
لم تكن الأمور هادئة مستقرة للملك فاروق، على الرغم من سيطرته الكاملة على القصر، إلا أنه كان دائم الخوف من وجود منافسين له حتى لو لم يكونوا من أولياء العهد، كونه وحيدا.
وبرز من بين هؤلاء اسم الأمير عباس حليم، إحدى الشخصيات التي حظيت بحبه داخل القصر وخارجه، لذلك كان الملك فاروق مضطرًا في وقت ما التعامل معه بعنف حتى لا يكون هو الملك بدلًا منه.
عباس حليم أحد أحفاد محمد علي باشا مؤسس نهضة مصر الحديثة من مواليد الإسكندرية عام 1897 خدم في صفوف القوات التركية ثم الألمانية وليس الإنجليزية أثناء الحرب العالمية الأولى، ولقب بنسر الإسكندرية وعرف عنه حبه للعمال والفلاحين والفقراء وكان أحد أبرز مؤسسي النقابات العمالية.
كان النبيل عباس حليم سباحا ولاعب تنس وملاكما وكانت له جهود واضحة في رعاية الرياضة في مصر وكان رئيسا لنادي السيارات المصري حتى أكتوبر 1930.
وكان النبيل معروفا بحبه للصيد وكان يحتفظ بقصره بحيوانات مفترسة محنطة كان قد قام باصطيادها وكان يحتفظ في قصره بمجموعة كبيرة من البنادق، وكثيرا ما كان يظهر بجوار الأسود بالصور التي نشرت له.
تروي الكاتبة الإنجليزية آرتيميس كوبر، في كتابها القاهرة في الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 ترجمة محمد الخولي : كان ثمة أمير أو اثنين لهم طموح سياسي خطير على الملك فاروق أبرزهم عباس حليم، والذي حارب في صفوف الألمان في الحرب العالمية الأولى ولم يكن البريطانيون يوافقون عليه بسبب حبه للألمان .
وتضيف كوبر: رغم كره الإنجليز له إلا أنهم كانوا دائمي التقرب منه ويحضرون الحفلات التي ينظمها هو وزوجته تفيدة حليم، في جاردن سيتي هذا التقرب دفع الملك فاروق للتصرف فورًا معه بإعتقاله في 1942 .
وفي 17 ديسمبر 1930 عقد مجلس الاتحاد العام لنقابات عمال القطر المصري جلسة عاجلة، وقام غالبية الحضور بصياغة محضر وقاموا بجمع التوقيعات وتوجهوا إلى قصر عباس حليم حيث عرضوا عليه أن يرأس الاتحاد فوافق على الفور.
لم يعجب الملك بهذا الأمر لأن القانون يمنع اشتغال النبلاء بالسياسة ويمنعهم أيضا من الانضمام لأي تجمع معارض للنظام الملكي، فجرده من لقبه ووضعه في السجن، لكنه أخرجه فيما بعد أن أضرب عباس حليم عن الطعام.
هذا الخبر منقول من : صدى البلد