برهامي يفتي.. بانحراف الإخوان وجاهلية المجتمع

الحق والضلال

برهامي يفتي بانحراف الإخوان وجاهلية المجتمع



الطبيب ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، كثيرا ما يدخل الجميع حالة من الجدل والإثارة بسبب فتاواه الدينية أو أرائه ومواقفه السياسية، ففي أحدث حلقات انتقاد "برهامي" للجماعة الإرهابية، وجه سهامه لفكر الجماعة التكفيري واتهامهم للمجتمع بالجاهلية، ولكنه في الوقت نفسه اعترف بأنه وشيوخ الدعوة السلفية يرون أن المجتمع المصري "جاهلي"، محاولا تقديم تبرير للأمر بأن الجاهلية التي يرونها تختلف عن جاهلية الإخوان. حيث قال "برهامي"، في مقطع فيديو عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية "أنا السلفي"، إن شباب الإخوان أصبحوا أكثرا غلوًّا، وأصبحت النسبة الأكبر منهم منحرفين في قضية الإيمان والكفر، وقضية جاهلية المجتمع وتفسيرهم لها، متابعا: "نحن نقول فيه جاهلية في المجتمع، ولكنى لا أقول المجتمع جاهلي بالاصطلاح ده، اللي هما محتارين فيه - يقصد الإخوان - فبعضهم يقول كفار مثل شكري مصطفى، وبعضهم يقول دار كفر وأهلها 3 طبقات مثل محمد قطب وعبد المجيد الشاذلي الذى جلس بجوار حازم صلاح أبو إسماعيل عندما نظم مؤتمرا في الإسكندرية بشأن انتخابات الرئاسية، وكان يجلس بجواره أيضا خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، التي ليست سلفية قطعا ويقينا، واسم السلفية استغلوه ليجذبوا شبابنا". وأشار "برهامي" إلى أن الإخوان يشتركون في تخريب الدول مثل تنظيم داعش الإرهابي، قائلا: "مشروعات تخريب المجتمع والهدم نفس الفكرة الموجودة لدى داعش، الممثلة في هدم الدولة وتخريب اقتصادها"، موضحا أن سبب انتقاده للإخوان حاليا هو انحراف شباب الجماعة، وتكفيرهم للمجتمع بسهولة، وتكفير السلفيين وحزب النور وعدد من الشخصيات بالأسماء. ودعا نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية شيوخ السلفية للحديث عن هذا الفكر المنحرف وانتقاده، مختتما حديثه بالقول: "شباب الإخوان ينحرفون ويتوجهون نحو أتون داعش والقاعدة والتنظيمات الإرهابية". ولسنا هنا في محل دفاع عن ياسر برهامي، بل فقط نستدعي مقولاته لنوضح للقارئ أن نظرة تيار الإسلام السياسي للمجتمع هي نظرة تكفيرية واحدة، فقط الخلاف على درجة التكفير، وهذه الدرجة تحددها الضرورة السياسية، ففي وقت ما كتب برهامي "السلفية ومناهج التغيير" تلك المقالة التي أوضحت المنهج التكفيري لدى الدعوة السلفية، وارتباطها بشكل قوي وكبير بمقولات سيد قطب وأبو الأعلى المودودي مرجعيات جماعة الإخوان، حيث يقول برهامي: "القوانين الوضعية مخالفة للشريعة الإسلامية وكل ما يخالف الشريعة فهو باطل"، وكأن ياسر برهامي قرأ القوانين الوضعية وعقد مقارنة بينها وبين الشريعة، وعلم أن القوانين الوضعية جملة وتفصيلًا مخالفة للشريعة وأصدر حكمه ببطلان هذه القوانين بناء على مخالفتها للشريعة حسب قوله، سوف لا نزايد على ياسر برهامي ولا نتهمه بالجهل بالقانون وبالشريعة معا، بل نطالبه بأن يقدم لنا تلك القراءة العبقرية التي استخلص من نتائجها أن القوانين مخالفة للشريعة، هذا أولا وثانيًا أن يقوم بتقديم تعريف جامع مانع للشريعة هل الشريعة هي الدين أم مجموعة الأحكام الموجودة في القرآن والتي لا تتجاوز 150 آية حسب ابن القيم أحد مراجع الدعوة السلفية، من واقع عدد آيات القرآن 6236 آية. وبالطبع لا نجد إجابة عند السيد برهامي؛ لأن الرجل لا يناقش الأمور بالمنهج العلمي بل بالمنهج الوعظي والإرشادي. ليس هذا فقط بل قام برهامي بتحريم العمل في الشرطة باستثناء جهاز المطافئ، حيث قال برهامي في فتوى له على موقع أنا سلفي وتم نشرها وتداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي: "إذا كنت تعمل في المطافي مثلاً، والأعمال التي لا تتعلق بالقوانين الوضعية ولا تمنعك بالقيام بالطاعات واجتناب الظلم والمعاصي، فلا حرج في ذلك"، وأضاف: "وأما إذا كان لابد أن تفعل المخالفات الشرعية وأن تنفذ ما تؤمر به مما يخالف شرع الله، قد قال رسول الله: (ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا) هذا هو النهج الذي سار عليه حسن البنا وسيد قطب وغيرهم من قيادات جماعة الإخوان السابقين والحاليين، فالدعوة السلفية وان كانت تستتر بالمنهج الوعظي وليس السياسي فهي لا تقل خطورة على المجتمع من جماعة الإخوان، وللأسف الشديد تنتشر الدعوة السلفية في مصر انتشارا كبيرا مستخدمة ذراعها السياسية حزب النوروعضويته في البرلمان المصري من ناحية ومن ناحية أخرى التقارب بينها وبين قيادات المؤسسة الدينية في مصر وعلى راسهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.


          
تم نسخ الرابط