هل يمكن تحقيق معاهدة سلام بين كوريا الشمالية والجنوبية؟

الحق والضلال

هل يمكن تحقيق معاهدة سلام بين كوريا الشمالية والجنوبية؟




أصبح زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أول قادة بلاده الذين يتخطون الحدود في زيارة لكوريا الجنوبية عندما التقى اليوم الجمعة بالرئيس مون جاي إن، وليس هذا فحسب بل اشترك معه في مؤتمر صحفي، متوعدين بالسعي لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في "أن تصبح شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية"، وأن يتمكنا بحلول نهاية العام الحالي، من التوصل إلى حل لإنهاء الحرب الكورية.
وتقول مجلة "ذا أتلانتك" في تقرير لها اليوم الجمعة، إن "طرح خيار نزع السلاح النووي يبدو حلًا طموحًا وتمهيدًا للمباحثات المرتقبة بين كلًا من كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي سبق وأن دعم المباحثات بين الكوريتين لإنهاء الحرب، والتي توقفت ولكنها لم تنتهي رسميًا بهدنة منذ 1953".
وأوضح اللقاء الذي جرى اليوم بين زعيما الكوريتين، بحسب المجلة، أن بإمكان المجهودات الدبلوماسية أن تساهم في الحد من برنامج كوريا الشمالية النووي، ومدى الجهد المتوقع بذله بين الدولتين في الأشهر المقبلة لتحقيق هذا الهدف، وسيكون على رأس الأولويات معاهدة سلام استعصت على الجانبين لمدة 65 عامًا، وكذلك صفقة نووية مع كوريا الشمالية فشلت الجهود الدبلوماسية الدولية في الوصول إليها لمدة 25 عامًا.
وحسبما تذكر المجلة، فإن التوصل إلى اتفاق سلام يحل محل الهدنة التي أوقفت الحرب الكورية أمر منطقي، لماذا لا ننهي الصراع الذي قسّم كوريا بشكل غير طبيعي، وأدام واحدة من أشد حالات التوتر العسكري على الأرض؟
عندما وقع قادة قوات كوريا الشمالية، والصين، والولايات المتحدة، هدنة عام 1953، اتفقوا على عقد مؤتمر آخر في غضون ثلاثة أشهر لضمان "التسوية السلمية للمسألة الكورية"، والتزمت كوريا الجنوبية بالهدنة ولكنها رفضت التوقيع عليها.
لكن في الوقت الذي اقترح فيه مسؤولون من كوريا الشمالية والجنوبية والصين والولايات المتحدة، معاهدة سلام على مدى عقود، فإن التنفيذ الفعلي للاتفاقية أثبت أنه يمثل إشكالية محفوفة بالمخاطر.
وقال بروس كلينجنير، خبير في الشأن الكوري بمعهد التراث، بالنظر إلى الموقعين على وقف إطلاق النار، فإن المعاهدة القادمة "تحتاج أن تكون رسمية من قبل الأمم المتحدة"، فإذا لم يكن مجلس الأمن على الأقل تكون الجمعية العامة للأمم المتحدة ضامنة لها، ويصدق عليها كلًا من كوريا الشمالية والصين والولايات المتحدة، وعلى الأرجح كوريا الجنوبية.
وتابعت المجلة، في المؤتمر الصحفي المشترك يوم الجمعة، التزم الكوريون الشماليون والجنوبيون، بعقد اجتماعات ثلاثية تشمل الكوريتين والولايات المتحدة، أو رباعية التي تضم الكوريتين والولايات المتحدة والصين، بهدف إعلان نهاية الحرب وإقامة نظام سلام دائم وثابت.
وتقول المجلة: "قبل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، قد يحتاج الطرفان أولًا إلى ابتكار شيء مشابه لمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، التي تم إبرامها في نهاية الحرب الباردة، والتي حسبما يذكر كلينجنر "حددنا فيها وجود قوات حلف وارسو وقوات الناتو في أوروبا بعد أن كانا يواجهان بعضهما البعض، من أجل تقليل احتمالية حدوث غزو جاهز.
وعلى سبيل المثال، قد تحد كلًا من كوريا الشمالية والجنوبية، من عدد الدبابات وقطع المدفعية والسيارات المدرعة الخفيفة، التي تتمركز في نطاق 50 ميلًا من المنطقة الكورية منزوعة السلاح.
ومن المتوقع أن تنهي معاهدة السلام بين الكوريتين مهمة الأمم المتحدة في كوريا الجنوبية، والتي تواجدت هناك منذ نهاية الحرب بقيادة الولايات المتحدة، على أن يستمر التفاهم بين واشنطن وسول بشكل منفصل، ولكن بعد عودة جنود الولايات المتحدة إلى بلادهم قد يستغل كيم جونج أون الفرصة للهجوم على كوريا الجنوبية كما فعل جده من قبل في يونيو 1950، عندما شعر أن كوريا الجنوبية متروكة بدون دفاع أو وسائل ردع.
وتطمح كوريا الشمالية - بحسب ما ذكره كلينجنير - إلى تقسيم التحالف بين جارتها الجنوبية والولايات المتحدة، والتقليل من التواجد الأمريكي الذي يدافع عن كوريا الجنوبية.
وتابعت المجلة، حث جميع الأطراف على الالتزام بمعاهدة سلام يعتمد بالأساس على تغيير النية، وكما قال المحلل السياسي الألماني ألكساندر فيندت: "500 سلاح نووي بريطاني تشكل تهديدًا أقل بكثير من الذي تمثله 5 صواريخ نووية كورية شمالية، وذلك لأن البريطانيين أصدقاء للولايات المتحدة وكوريا الشمالية ليست كذلك".
واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "أكثر الأسئلة طرحًا في الوقت الحالي بعد لقاء زعيمي الكوريتين، هو ما المشكلة التي ستُحل أولًا، إذا ما تم حل أي مشاكل من الأساس، وكيف يُمكن لهذه القرارات والحلول أن تؤثر على شبه الجزيرة الكورية، وبناء على ما يتخذه كيم جونج أون ومون جاي إن من قرارات فمن المتوقع أن نظهر النتائج قريبًا".
هذا الخبر منقول من : مصراوى

          
تم نسخ الرابط