شاهد.. مأساة دكتور هزم الإعاقة ولم تنصفه الجامعات


شاهد مأساة دكتور هزم الإعاقة ولم تنصفه الجامعات
رغم إصابته بشلل الأطفال، وهو في مراحل عمره المبكرة، فإنه ومع توالى سنوات العمر قرر ألا يستسلم لإعاقته، بل جعل منها ليس عائقا أمام طموحاته وأحلامه، بل دافعا لتحقيقها. إنه الدكتور مختار جاب الله الحسيني، ٤١ عاما، الذى حصل مؤخرًا على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ورغم تحديه لإعاقته وتصميمه على مواصلة حلمه ليكون أستاذًا في الجامعة، واستحقاقه لذلك لتفوقه، إلا أن كل الجامعات رفضت تعيينه كعضو هيئة تدريس بها، والسبب إعاقته التي لم يكن له ذنب فيها، وبدلا من مكافأته على تميزه، إذا بهم يعاقبونه لأنه تحدى إعاقته. يروي الحسيني لـ"البوابة نيوز" مأساته قائلا: "لدى طفلتان بالمرحلة الابتدائية سما وسلمى ، وأقيم حاليا في شارع النخلة بمدينة المنصورة، وقد حصلت على ليسانس آداب قسم اللغة العربية بتقدير عام جيد عام ١٩٩٨ بعدها استكملت دراستي وحصلت على تمهيدي ماجستير في تخصص الأدب العربي عام ٢٠٠١ بتقدير امتياز، وبعدها حصلت على ماجستير في الأدب العربي الحديث بنفس التقدير عام ٢٠٠٧، وأخيرا حصلت على درجة الدكتوراه في النقد العربي القديم بنفس التقدير مع مرتبة الشرف الأولى عام ٢٠١٥". ويستطرد: حلم حياتي كان التعيين بالجامعة، ولم يكن لدى حلم غيره، لذلك اجتهدت رغم إعاقتي وتحديت الظروف الصعبة التي مررت بها لأحقق حلمي، وتقدمت مرارا وتكرارا للعديد من المسابقات التي كانت تعلن عنها جامعات مختلفة، إلا أنها جميعا حينما كانت تعلم أنى معاق كانت ترفض تعييني بها، ولا أعرف هل الإعاقة جريمة يحاسب صاحبها عليها؟، أم أنها وسام فخر على صدره أنه تمكن برغمها من مواصلة دراسته بل والتفوق فيها؟" ويضيف: رغم ظروف الحياة الصعبة التي مررت بها، فقد نشأت في قرية صغيرة سلامون القماش التابعة لمركز المنصورة، ورغم فقر والدى وإعاقتي إلا أنه كان يحملني على كتفه كل يوم ليوصلني للمدرسة، وحينما وصلت للثانوي قام بشراء دراجة بخارية مجهزة لي للتنقل بها، وتواصل ذلك حينما التحقت بكلية الآداب بجامعة المنصورة، ومع ذلك كنت الأكثر التزاما في حضور المحاضرات، والأكثر اجتهادا حتى حصلت على الليسانس وبعدها الماجستير والدكتوراه، ولم أستشعر العجز طوال حياتي رغم الإعاقة، إلا حينما حصلت على الدكتوراه، وتصورت أنى قريب من تحقيق حلمى. وتابع: فوجئت بأن كل الجامعات ترفض تعيينى بها بحجة أنى معاق، لذلك أناشد الرئيس أن يتدخل، خاصة بعدما خصص هذا العام لذوى الاحتياجات الخاصة، لا سيما أن الإعاقة لن تمنعنى عن ممارسة عملى، فقد عملت إخصائى إعلام فى مدرسة ابتدائية، وكنت منتظما فى الذهاب يوميا إليها باستخدام كرسى متحرك، وهو ما يؤكد قدرتى على أداء عملى فيما لو عينت بالجامعة. ويختتم الحسينى كلماته قائلا: "لا يفوتنى أن أوجه الشكر لأبى حفظه الله، فهو من تحمل المتاعب لأجلى ودعمنى وساندنى وشجعنى على التفوق ودراسة الأدب، حيث كان يصطحبنى فى طفولتى إلى قصر ثقافة المنصورة، وسبق أن حصلت على جوائز فى مسابقات محلية ودولية فى القصة القصيرة، وتم تكريمى أكثر من مرة بل إن التليفزيون المصرى، أعد تقريرا مرة عنى يشيد فيه بى وبإصرارى على تحقيق حلمى".


          
تم نسخ الرابط