ملاك الموت يأتي ليقبض روح راهب فيطلب منه ان يمهله قليلا ليكتب رسالة ..فما هي؟

الحق والضلال
كتبت رينا يوسف لموقع الحق والضلال


جاء ملاك الموت ليقبض روح راهب ولكن طلب منه ان يمهله قليلا حتي يتمكن من كتابة رسالة هامه كتب الراهب هذه الكلمات قبل أن يتنيح فى 22 مارس 1995 وقال : طرق بابى زائر فوجدته ملاك الموت الذى جاء ليأخذ روحى فاستمهلته قليلاً حتى أكتب هذه الكلمات ، الواقع إن ساعة الموت رهيبة ومقدار رهبتها يتزايد مع مقدار الإهمال فى الاستعداد لها ، فالذى يستعد لها ويضعها أمام عينيه ويجاهد كل يوم تصير لحظة فرح ومسرة . لقد نظرت حولى فى القلاية ، ثم من النافذة فلم أجد فى الدنيا كلها ما يستحق أن آخذه معى ، لا غنى ولا كرامة ولا إهانة ولا مديح ولا شتائم ولم يسمح لى بأخذ شئ ماعدا ثوبى الذى عمره من عمرى وقد كان أبيضاً ولكنه اتسخ ببقع كثيرة وفى لحظة شعرت أن روحى تضيق جداً كأنها تخرج من عنق الزجاجة إلى اتساع لا نهائى ، وخرجت إلى عالم آخر لا يحده زمان أو مكان ،،،،، وهنا استوقفنى ملاك الموت معلناً مرحلة العبور الصعب وتلفت حولى فإذا بجماعة من الشياطين بمنظرها القبيح المرعب شاخصة نحوى ورأيت فى المقابل جماعة أخرى منيرة من الملائكة تسبح بأناشيد عذبة تلقى فى القلب سلاماً ، وكان يبدو عليها الاطمئنان . أما جماعة الشياطين ، عندما تفرست فى وجوههم ، فوجدتنى أعرف أغلبهم بل إن بعضها كان رفيقاً لى لفترة من الزمن ، فهذا الكبرياء وهذا كذب وذاك إدانة ونميمة وجدتهم يشيرون إلى البقع التى فى ثوبى ، فنظرت لهذه البقع فوجدتها صور لهولاء الشياطين ، فأرتعبت جداّ وسألت الملاك عن الشياطين الذين لا أعرفهم ، فأفهمنى الملاك إننى لم أستمع إلى أصواتهم وسددت أذنى عن سماع كلامهم بمشورة الروح القدس أو أننى استمعت لهم ثم قدمت توبة صادقة فمحيت صورتهم من ثوبى . فنظرت للملائكة ألتمس منهم سلاماً فعرفت منهم ملاك المحبة والبساطة والوداعة والسلام والاتضاع وكل منهم يحمل باقة من الفضائل والأعمال الصالحة . وإذا بملاك الموت يتقدم ويبوق . فرأيت ناحية المشرق باباً يؤدى إلى منطقة منيرة جد أحسست بلهفة شديدة الى دخولها . وناحية المغرب منطقة أخرى مظلمة جداً أوقعت الرعب فى قلبى فأسرعت نحو المشرق ولكن ملاكان منعانى من الدخول مشيران إلى البقع التى تلطخ ثوبي قائلاً : الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله وهناك دين لم أوفه ، وعلى أن أذهب إلى باب المغرب وفعلاً شعرت بمجال شديد يجذبنى إلى هناك فصرخت هلعاً ، ولكن الملاك أفهمنى أن زمان التوبة قد مضى ، فندمت أشد الندم على تلويثى لثوبى وصمتت الملائكة بحزن شديد ولاحت علامات الانتصار على وجوه الشياطين و أخذت فى البكاء والعويل . وإذا بنور عظيم وبريق لامع وشخص كأنه لهيب نار لا أستطيع أن أعبر عن شدة جماله وروعته محاط بربوات الملائكة والقديسين ، فعرفته فى الحال ، وسجدت له ورفعت عينى طالباً معونة . نعم لقد شعرت إنى كنت أعرفه منذ زمان وذقته كثيراً واختبرت معونته ويده الرحيمة بل كانت صورته فى قلبى وياللعجب فقد وجدت إنى أشبهه وصورته تنطبق على ما عدا ثوبى المتسخ ، أما صورته فقد أخذتها يوم ولدت منه فى المعمودية ، إنه الأبرع جمالاً من بنى البشر ، إنه مشتهى قلبى وكل رجائى . هذه اللحظة التى عشت حياتى أنتظرها ، هذا من آمنت به ووثقت فيه ، إنه لن يتركنى أبداً ، الذى سلمته كل حياتى ، هذا محبوبى الذى ناديته ورنمت له . و ما أن مد يده حولي حتى رأيت في كفه آثار جرح عميق ويا للعجب إنه ما زال ينزف وسقطت نقطة من هذا الجرح نقطة واحدة من دم إلهى ، سقطت على ثوبى فمحت منه كل خطية ، وهنا دوت صرخة هائلة من رئيس الشياطين فقد سقطت كل جماعته فى الهوة السحيقة . أما أنا فقد ألبسنى ربى ثوباً ناصع البياض ورأيت ما لم تراه عين وانفتح باب المشرق وسمعت ترانيم الخلاص وأردت أن أكتب ما أراه لكنى وجدت لغة البشر عاجزة عن التعبير . ورأيت جماعة القديسين ورأيت امرأة جميلة ثوبها يلمع جداً كأنه موشى بالذهب لشدة تطابق حياتها مع طبيعة المسيح ورأيتها فى حنان الأمومة تعطى كل من يسألها على الأرض ثوب بر المسيح ورأيت جماعة تتميز بتاج لامع عرفت منهم مارجرجس والقديسة دميانة وكثيرين ممن لم أسمع سيرتهم على الأرض لكن أسماءهم مكتوبة فى السموات وتفوح منهم رائحة المسيح الذكية ، هؤلاء الذين نالوا إكليل الشهادة ورأيت جماعة من النساك بأجسادهم النورانية والكل يسبح ويرنم وشعرت إنى لست أهلاً أن أكون فى هذا الموضع واشترك مع السمائيين فى التسبحة ، وفهمت إنى لم أكمل جهادى بعد ، ومازلت فى الجسد ، لكن اشتياقى وحنينى للسماء كان قد التهب وتوهج ، فصممت أن أبدا غسل ثوبى فى دم الخروف استعداداً لهذا اليوم الرهيب . هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف من اجل ذلك هم امام عرش الله ( رؤ 7 : 14 ).
          
تم نسخ الرابط