تعرف على الحساب الأبقطي الذي وضعه بطريرك مصر رقم 12 ويعمل به المسيحيون حتى الان

موضوع
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح اليوم الأربعاء، وأثناء إتمام مراسم القداسات الإلهية بكنائس مصر والمهجر، بذكرى رحيل البابا ديمتريوس الكرام رقم 12 في تعداد بطاركة مصر، واضع حساب الأبقطي.
وحساب الأبقطي هو الحساب الذي وضع قواعده البابا ديمتريوس الكرام البطريرك الثاني عشر من بابوات الكرسي السكندري. وهو الحساب الذي يحسب موعد الأعياد الكنسية المتنقلة وعيد القيامة المجيد. كلمة الأبقطي معربة من الكلمة اليونانية apokty ومعناها "الباقي"؛ وقد دخلت كلمة tapokty إلى القبطية بنفس المعنى وتعني فاضل الشمس وفاضل القمر.
وحساب الأبقطي هو عبارة عن حسابات تجري للوصول إلى موعد الفصح عند اليهود، وبالتالي موعد عيد القيامة وما يسبقه من أصوام وما يلحقه من الخماسين وبعض الأعياد، ولأن الباقي أو الفاضل من العمليات الحسابية يؤخذ به في خطوات العمليات الحسابية لذلك اشتهر الحساب باسم حساب الأبقطي أو الفاضل أو الباقى، وهذا الحساب يعتبر ملتزما إلى حد كبير جدا بالأسس التي وضعها ميتون فيما يسمى دورة ميتونية التي يسير عليها التقويم العبري، وهذه الدورة الميتونية تعمل على التوفيق بين السنة الشمسية، والسنة القمرية، رغم وجود فارق بين السنة الشمسية والقمرية حوالي 11 يومًا، فتتم إضافة شهر كامل للسنة القمرية كل ثلاثة أعوام على الأغلب وليس دائما، فتكون السنة الكبيسة ثلاثة عشر شهرًا، فهي دورة تتكون من تسعة عشر عاما بها 12 سنة بسيطة و7 سنوات كبيسة حتى تتوافق الدورتان الشمسية والقمرية، والسنوات الكبيسة في هذه الدورة تكون على النحو التالي: العام الثالث والسادس والثامن والحادي عشر والرابع عشر والسابع عشر والتاسع عشر".
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف باسم السنكسار: "إن البابا ديمتريوس الكرام رقم 12 في تعداد بطاركة مصر هو الذي وضع حساب الأبقطى الذي به تستخرج مواقيت الأصوام على قواعد ثابتة، وقد كان المسيحيون قبل ذلك يصومون الأربعين المقدسة بعد عيد الغطاس مباشرة، اقتداء بالسيد المسيح الذي صام بعد عماده، ثم يصومون أسبوع الآلام منفصلا ليكون الفصح المسيحي في الأحد الذي يلي فصح الإسرائيليين، وكان أيضا من المسيحيين من يحتفل بالفصح المسيحي يوم 14 أبريل، أي أنهم كانوا يعيدون مع اليهود، غير ملتفتين إلى أن فصح المسيحيين بقيامة السيد المسيح كان بعد الفصح الموسوي".
وأكمل السنكسار: "اهتم البابا ديمتريوس بوضع قواعد ثابتة للأصوام والأعياد المسيحية، وضم الأربعين المقدسة إلى أسبوع الآلام، وكتب بذلك إلى كل من أغابيانوس أسقف أورشليم ومكسيموس بطريرك أنطاكية وبطريرك رومية وغيرهم فاستحسنوه وعملوا بقواعده إلى اليوم، ما عدا كنيسة رومية فإنها عدلت عن ذلك واتبعت منذ القرن السادس عشر التقويم الغريغورى، وكان بابوات الكنيسة القبطية يبعثون برسائلهم الفصحية إلى أنحاء المعمورة ليحتفل المسيحيون بعيد الفصح في يوم واحد ليكون السرور عاما، ويرجع لهم الفضل الأول في تعيين يوم الفصح المسيحي".