القديس العظيم الأنبا بيشوي وديريه الأثريين بوادي النطرون والبرشا

الحق والضلال
بقلم ماجد كاملتحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية يوم 8 أبيب من الشهر القبطي الموافق 15 يولية من التقويم الميلادي بتذكار نياحة القديس العظيم الأنبا بيشوي ؛والقديس الأنبا بيشوي هو أحد مؤسسي الرهبنة الكبار في برية وادي النطرون والمعروفة في كتب التاريخ ب"برية شيهيت" . ولقد ولد بيشوي "وهي كلمة قبطية معناها "سامي" باللغة العربية "في أحدي قري المنوفية عام 320 م ؛ وكان والداه باريين تقيين ؛ثم توفي والده وهو في سن الطفولة فتكفلت أمه برعايته ؛ وفي أحد الليالي جاءها ملاك الرب في رؤيا وطلب منها أن تعطي أحد أولادها ليكون خادما للرب ؛ فأجابت الأم "أمامك أولادي السبعة أختر منهم من تريد " فمد يده وأمسك بيد بيشوي ؛فقالت له الأم "يا سيد هذا أضعفهم بنية فأختر من يقوي علي حسن تأدية الرسالة الإلهية " فأجابها الملاك "أن قوة الرب في الضعف تكمل " .وعندما بلغ بيشوي سن العشرين أشتاقت نفسه إلي الرهبنة فتوجه إلي برية شيهيت ؛وتتلمذ علي يد القديس العظيم الأنبا بموا "كلمة قبطية معناها أسد" وبعد وفاة معلمه مكث مع زميل رهبنته القديس يوحنا القصير فترة من الوقت ؛ثم أشتاقت نفسه لحياة الوحدة ؛فتوجه في الصحراء إلي مسافة حوالي مترين وهو مكان ديره الحالي- ؛وأقام فيه نحو ثلاث سنوات مواظبا علي الصلاة والصوم في تداريب نسكية شديدة ؛ومن الروايات التي تروي عنه أنه كان يربط شعره "وكان طويلا جدا " في حبل مربوطا بحلقة موجودة في أعلي مغارته حتي إذا ما غلبه النعاس يشتد الحبل فيستيقظ بسرعة ؛ومازالت هذه المغارة موجودة حتي الآن داخل دير السريان الملاصق لدير الأنبا بيشوي ؛ وكان وقتها يدخل في زمام دير الأنبا بيشوي . ولقد أنتشرت سيرته العطرة في كل مكان فتقاطرت اليه جموع الرهبان من كل مكان تطلب التتلمذ علي يديه .فصار أبا لرهبان كثيرين ؛وأشتهر عنه النسك والعفة في محبة المال . كما أشتهر بإضافة الغرباء في ديره ؛وتروي عنه كتب التاريخ أنه ذات مرة ظهر له السيد المسيح علي هيئة رجل غريب فطلب منه الدخول إلي الدير ليستريح قليلا ؛ وعندما دخل قال له "يا مختاري بيشوي يا ذا الشيخوخة الكريمة "فعرف أنه السيد المسيح ؛ فقام وسجد له ؛ثم أعد أناء به قليل من الماء ليغسل به قدمه ؛ وهذا هو سر الأيقونة الشهيرة التي توجد في بعض الأديرة له وهو يغسل قدمي السيد المسيح ؛ومن أشهر القصص عن ظهور السيد المسيح له ؛أنه ذات ليلة طلب الرهبان من الأنبا بيشوي أن يطلب من السيد المسيح أن يظهر لهم جميعا حتي يروه ؛ فحدد لهم يوم وساعة معينة يظهر لهم فيها فوق الجبل ؛فهرع جميع الرهبان في الموعد المحدد إلي الجبل ؛وفي الطريق تقابلوا مع شيخ مسن ؛فطلب منهم أن يحملوه حتي يري معهم السيد المسيح ؛فأنتهره الرهبان وقالوا له "لا تعطلنا عن رؤية المسيح " ؛ونظرا لشيخوخة الأنبا بيشوي كان أبطأ منهم في الصعود إلي الجبل ؛فرأي الشيخ المسن هذا ؛وطلب منه أن يحمله ليري معهم السيد المسيح ؛فوافق الأنبا بيشوي وحمله بالرغم من شيخوخته وضعف صحته ؛ وعندما حمله لأول وهلة وجده خفيفا جدا كمثل الريشة ؛ولكنه لاحظ أن وزنه أخذ يثقل قليلا قليلا ؛فتيقن أن هذا شخص غير عادي ؛وفجأة لمح آثار المسامير في قدمه ؛فتيقن أنه السيد المسيح بنفسه هو الذي يحمله ؛وعندها قال له السيد المسيح "لأنك حملتني يا حبييبي ومختاري بيشوي ؛فأن جسدك لن يري فسادا إلي الأبد " ولهذا السبب لقب القديس الأنبا بيشوي بـ " الرجل الكامل حبيب مخلصنا الصالح " ؛وتوجد بعض الأيقونات ترسمه وهو حامل للسيد المسيح .( في التراث الأوربي يوجد قصة مماثلة عن شخص يدعي "روبروس "ومعناه "عديم القيمة " وكان قوي البنيان جدا ؛ فلما آمن بالمسيحية ؛ولما كان عديم المواهب غير قادر علي الوعظ والخدمة والصلاة ؛طلب منه أحد النساك أن يستغل قوته الجسدية و يقف أمام النهر ؛ويساعد علي حمل كل من يريد عبور النهر ؛وذات ليلة شاهد طفلا صغيرا يطلب منه عبور النهر ؛
          
تم نسخ الرابط