احباط مصر لمخططات إفساد علاقاتها بالأفارقة

الحق والضلال
عانت مصر على مدار سنوات حالة من التأرجح فى علاقتها بدول القارة الأفريقية، التى تعد أحد دوائر الأمن القومى المصري، مما فتح الباب على مصراعيه لأعدائها استغلال هذه الحالة ومحاولة التوغل فى القارة الأفريقية، ولعلنا طالعنا التحركات الإسرائيلية على سبيل المثال خلال أعوام سابقة من أجل زيادة نفوذها فى القارة السمراء فى محاولة منها لانتهاج ما يُسمى بسياسة شد الأطراف القديمة ضد مصر والسودان بالتحديد عند الضرورة، فإسرائيل تحاول استخدام علاقاتها مع دول القارة فى الضغط على مصر عند حدوث أى خلاف مصرى إسرائيلى يستحق ذلك، بما يؤثر على مصالح القاهرة فى القارة لاسيما فى أزمة سد النهضة.
ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم فى البلاد، أولت القيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا باستعادة العلاقات مع الدول الأفريقية، باعتبارها أحد أهم الدوائر الاستراتيجية للأمن القومى المصري، وقد شهدت العلاقات المصرية الأفريقية خلال الأعوام الماضية زخمًا متزايدًا وتعزيزًا لأواصر التعاون فى شتى المجالات، واستضافة مصر للعديد من المؤتمرات والمنتديات المعنية بالاستثمار والاقتصاد والأمن فى القارة، بالإضافة إلى زيارات الرئيس السيسى المتعددة لدول القارة السمراء، ولعل أحد أبرز تلك الزيارات هى زيارة الرئيس لدولة جيبوتى فى مايو الماضى حيث يعد أول رئيس مصرى يزور جيبوتى منذ استقلالها عام 1977، رغم الأهمية الكبيرة لها بالنسبة للأمن القومى المصري، نظرا لموقعها الحيوى والاستراتيجى فى منطقة البحر الأحمر .
وفى عام 2014 جاء قرار القيادة السياسية بإنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، لتعزيز جهود التنمية والاستثمار فى العنصر البشرى من خلال أنشطة وبرامج تعكف على بناء القدرات ونقل الخبرات المصرية المتنوعة للكوادر الأفريقية فى مجالات متعددة، أهمها الصحة والزراعة والرى والطاقة المتجددة والدبلوماسية وتقديم المساعدات الإنسانية وإيفاد القوافل الطبية لمختلف دول القارة، كما عملت الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بالتنسيق مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الاستراتيجيين للقارة من الدول والمنظمات،على حشد التمويل والدعم اللازمين للجهود التنموية فى أفريقيا، ودفع المساعى القائمة لطرح حلول مبتكرة للتغلب على التأثير السلبى لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بالأمن الغذائى والصحة والتعليم والابتكار وتوطين التكنولوجيا.
وقد التقى الرئيس السيسى بعدد كبير من القادة والزعماء والمسؤولين الأفارقة الذين زاروا مصر خلال السنوات الاخيرة، أثمر كل ذلك عن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، للمرة الأولى منذ إنشائه عام 2002 خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية، وخلال العام الذى تولت فيه مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى لم تدخر جهداً فى توجيه اهتمامها للموضوعات التى تشغل الشعوب الأفريقية، والتى تندرج بالأساس تحت محورى التنمية والسلم والأمن، بالإضافة إلى ترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية والتى تمثل رؤية مصر فى معالجة جادة وواقعية لمشكلاتنا، .

هذا الخبر منقول من : اخبار اليوم

الله محبة
          
تم نسخ الرابط