تأملات روحية .. شفاعة أربعة رجال وقوة سلطان وإعلان إيمان

(مرقس 2 :1ـ12)
في "تاملات غدا الاحد الاول من شهر بابة المبارك:~
#القس يوساب عزت يكتب
تدعونا الكنيسة المقدسة للتامل في شفاء المخلع عندما كان يسوع يكرز في احد البيوت في كفرناحوم .
نظر يسوع الى ايمان الرجال الاربعة،ايمان يتخطى الحواجز ولايتوقف عند اي عقبة او مانع،ايمان ياخذ طريقاً لايفكر به الاشخاص العاديون. ان ايمانهم القوي يستطيع ان ينقب السقف لكي يصلوا الى يسوع.
امام هذا الايمان لن يقف يسوع مكتوف اليدين بل سيتحرك ويتجاوب ويبارك هذا الايمان بالغفران والشفاء، "يا ابني مغفورة لك خطاياك".
يقول القديس امبروسيوس
(( كم هو مدهش الرب بفضل البعض يغفر للبعض الآخر،انه يستطيب دعاء الاولين فيغفر اثام الاخرين)).
اراد يسوع اولاً ان يغفر خطايا المخلع ،لان هذه الخطايا تطال الانسان في عمق ضميره وكيانه فما منفعة شفاء الجسد اذا لم يشف الروح؟ ويسوع لم ياتي من اجل القيام باشفية زمنية عابرة ولكن ليشفي الانسان من الخطيئة التي تستبعد كيانه الى الابد.
لقد اعلن يسوع امام الجميع ان له القدرة على مغفرة الخطايا ، اي انه يتمتع بما يحق لله وحده ، مبرهنا بذلك عن لاهوته .
" قم احمل سريرك واذهب الى بيتك " اي استيقظ وكان المخلع كان نائماً ، والنوم كالموت هو غياب كلي عن الله مصدر الحياة. يسوع اذاً يدعو المخلع لينهض من رقاد طويل ، يغفر خطيئته يشفي جسده ويعيده الى الحياة .
يقول لنا النص اندهش الجميع بمن فيهم الكتبة ومجدوا الله معترفين ان قدرة يسوع هي شى جديد مطلق.
" ما راينا مثل هذا قط " . انه الزمن المسيحاني :" البرص يطهرون والعرج يمشون والموتى يقومون. هذا هو زمن الكنيسة زمن الشفاء من امراض الجسد والروح .
# القس يوساب عزت
مدرس الكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والقانون الكنسي بالمعاهد الدينية