وعد ربنا لك اليوم الخميس 23 ديسمبر 2021

الحق والضلال
وعد ربنا لك اليوم الخميس 23 ديسمبر 2021



الحق والضلال
غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ (لوقا ٢٧:١٨)


(قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر- أيوب 42: 2)
(الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله- لوقا 18: 27)

في مسيرتنا في الحياة، تعترض طريقنا أحداثٌ ومواقف منها المؤلمة والحزينة، ومنها المُفرحة والمشجعة. نتصادم بأناس رائعين ومشجعين، او بآخرين يجتاحهم اليأس والإحباط، فنغدو نحن أيضاَ محبَطين. كم مرَّت علينا ليالي سوداء، ظلمتها حالكة، قاتمة، ولا يوجد بصيص نور أو رجاء. كم شعرنا أنفسنا نمر بصحراء جافة لا ماء فيها ولا ارتواء؟ بسبب أمور اجتزنا بها، أو أخبار نسمعها صباحاً ومساء؟ أظن أننا كلنا مررنا بظروف مثل هذه على حدٍّ سواء، وقفنا أمام أبواب مغلقة، ظروف مستعصية، سدود عالية، وتمنينا أن يحصل المستحيل!

لكن وسط هذه الصورة القاتمة السوداء، ووسط الظروف العصيبة والعواصف الهوجاء، تمتد يد قوية من السماء، وتلمسنا وتحول هذه الظروف المؤلمة والصحراء الجافة، إلى مروجٍ خضراء!
نعم إنه إلهنا القدير، الذي لا شيء عنده عسير، هو متخصص في أن يُخرج من الرمادِ جمالاً، ومن الشوكِ وروداً، ومن الجافي حلاوةً.

سأمر في هذا المقال على قصص من الكتاب المقدس، حيث في كل قصة نقرأ ونلمس يد الرب القوية، القديرة وهي تحوّل الامور المستحيلة، والظروف القاهرة والعصيبة إلى أمور عجيبة:

1) من الموت إلى الحياة (لوقا 7: 11): يصوّر لنا لوقا هنا، مشهداً حزيناً يكسر القلب، لأم أرملة تبكي على موت ابنها الوحيد، والجميع في موكب الجنازة يبكون معها على موت ابنها الشاب. ويقاطع هذا الموكب الحزين، مرور رئيس ومعطي الحياة، ويقف يسوع فوق النعش، ويلمس الشاب الميت، فيرجع للحياة. وفي قصة أخرى، هي قصة لعازر، اخو مريم ومرثا، هذه العائلة التي أحبت بسوع وأكرمته، ويسوع أيضاً كان يحبهم. لكن في ذات يوم مرض لعازر، وأرسلت اليه الأختان: هوذا الذي تحبه مريض ، لكن يسوع لحكمة، ولمشيئة الهية، والتي هي أن يظهر مجده وأن يتعظم في أعين الجميع، لم يأتِ في الحال، بل مكث في المكان الذي كان به يومين، وعندما أتى الى الأختان، كان للعازر أربعة أيام في القبر! إنه وضع مستحيل الآن، فلو أتى يسوع من قبل، لما مات لعازر. وكم نقول: لو تدخل يسوع حالاً لما وصلنا الى هذا الوضع، لو أبكر قدومه لما صار الأمر مستحيل . نعم، قد نتساءل لماذا لا ينقذنا الرب، لماذا لا يحل الأمور حالاً، ونبدأ في التشكك في كلمته، محبته، قدرته. قد تصل بنا الظروف الى طريق مسدود، ووضع ميؤوس مثل كومة العظام(حزقيال37). لكن الرب لا يقصد بهذا أن بحبطنا ويفشلنا، بل أن يتعظم ويتمجد، ويرفع ويبني ايماننا. مهما كانت ظروفك وتحدياتك اليوم، تعال الى يسوع. لو وصلت لحال الموت في مجال ما، وعجزت كل الامكانيات، أنظر الى يسوع، أطلب تدخله، وانتظر عمل القوات.
          
تم نسخ الرابط