تأملات روحية صليبك فية دوائى يا فرحى وعزائى

في خروف الفصح الذي نراه اشارة واضحة جداً لفداء ربنا يسوع على الصليب، إذ أن الشعب عندما رش الدم على أبوابه نجى من الموت
تعالوا اليوم نرى في خروف الفصح كم أحبنا المصلوب. كان خروف الفصح يذبح، وهكذا أحبنا الرب يسوع فقدم ذاته مذبوحاً على عود الصليب، كانوا يأخذون دم الخروف يجعلونه على القائمتين والعتبة، وهكذا كان العدل الإلهي يعلن أنه بدون سفك دم لا تحدث مغفرة،
هكذا سفك ربنا يسوع دمه ليعطينا غفران لخطايانا كانوا يأكلون الخروف مشوياً بالنار، وهكذا من محبة ربنا لنا قاسى آلام جسدية كثيرة من لطم وجلد وضرب وحمل الصليب ومسامير واكليل الشوك حتى وهو على عود الصليب، وكأنه مشوياً حقاً بالنار وكانوا يأكلونه مع فطير، وهو الخبز الخالي من الخمير، رمز الشر.
وهكذا نرى ربنا يسوع الذي بلا خطية حمل خطايانا بل وصار خطية من أجل محبته لنا، وكانوا يأكلونه على أعشاب مُرة، وهكذا أيضاً من محبة ربنا يسوع المسيح ذاق التعب والمرار؛ مرارة الإهانة ومرارة التعيير ومرارة الخيانة والترك من أحبائه، وهو القدوس الذي تسبحه الملائكة ورؤساء الملائكة، هو الله الخالق الذي سمح لخليقته أن تهينه،
حقاً كان خروف الفصح رمز، مجرد رمز، لكن الحب الحقيقي عُلِق على عود الصليب ليفدينا من خطايانا وليعلن لك ولي كم يحبنا. فبدل من أن تحمل سلاحاً أو شيئاً يحميك، احمل الصليب واطبع صورته على اعضائك وقلبك، وارسم به ذاتك، لا بتحريك اليد فقط بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضاً.