الفيديو : نبؤة بلمختار تشعل فرنسا وغضب الضواحي يندلع مرة ثانية
رغم أننا سنعاني على المدى القصير ، إلا أن ما حدث سيجبر الحكومة على المدى الطويل على فعل شيء، وإلا فان الجولة القادمة من العنف ستكون اسوء
كانت هذه الجملة جزءًا من حديث قديم لسائق سيارة أجرة يدعى أحمد بلمختار ، وهو من أصل جزائري يسكن بلدة كليشي ( وهي إحدى الضواحي الباريسية)، في خلال احتجاجات كبيرة تصدرها المهاجرون عام 2005.
احداث فرنسا
و بعد 18 عامًا ربما شهدت فرنسا الجولة الأكثر عنفًا التي تحدث عنها بلمختار ! ليال 5 حولت شوارعها الهادئة الأنيقة إلى ساحة اشتباك عقب مقتل شاب - من أصول جزائرية أيضًا - على يد شرطي أثناء محاولته الإفلات من تدقيق مروري.
موجة غضب جديدة خرجة من فتية صغار جدًا ، وفقا لــ وصف الرئيس الفرنسي لهم. اتهم في إشعاله منصّتي سناب شات و تيك توك لتنظيمهم تجمّعات عنيفة لتحريض هؤلاء، و ذلك وفقا لادعائه. و إن كان محقًا أم لا ، فالواضح أن الغضب الذي يجتاح الواقع و عالم منصات التواصل معًا يكشف عن أزمة الضواحي الفرنسية الأكبر عمرًا منهم ومن الفتى الذي قُتل فأشعلها.
الاحتجاجات في فرنسا تشتعل
بين عشية وضحاها، هدأت الاحتجاجات التي بدأت يوم 27 يونيو الماضي. بينما الهواء لازال مليئًا بالغاز المسيل للدموع ، و الشانزليزيه ليس مضيئًا و مبتهجًا كما يبدو دائمًا، و ان الشوارع يصطف على جانبيها أعداد غير معتادة لرجال الشرطة.
وتم دفن نائل وتم توجيه للشرطي تهمة القتل العمد و أزالت السلطات الحافلات والسيارات المحترقة. لكن يبدو أن غضب الفتية الصغار الذين أتوا من الأحياء المهمشة لا يمكن دفنه أو إزالته بنفس السرعة.
هؤلاء الفتية الذين يُقدر متوسط أعمارهم بـ17 سنه يمثل عدد كبير منهم أمام محاكم المنطقة الباريسية الآن عقب عتقال أكثر من 1300 شخص في خلال الأيام الماضية. بعضهم طلاب في المرحلة الثانوية أو في المعاهد المهنية، و آخرون يعملون في مطاعم و حانات. ولعل الأهم أن معظمهم ليس لديهم أيّ سجلّ إجراميّ، وفقاً لجيرالد دارمانان (وزير الداخلية).
الرئيس الفرنسي
كما ينظر الرئيس الفرنسي الأصغر في تاريخ الإليزيه لهؤلاء على أنّهم أشخاص يطبّقون في الشارع ما يعيشونه في ألعاب الفيديو التي سمّمتهم . لكنهم يظهرون أسبابًا أكبر من ذلك بكثير.
وكشف أحد المحتجين في باريس، لوكالة الأنباء الفرنسية، و هو يقف أمام متجر تعرض للنهب ، أعمال التخريب لن تفيد بشيء لا التحقيق ولا نائل. نحن فقط سئمنا من أخطاء الشرطة الفادحة. فنُظهر لهم أننا غاضبون، نظهر لهم أنه إذا لم يحركوا ساكنًا فيمكننا أن نغضب وأن نكسر أشياء، وهنا يتحركون .