تذكار استشهاد القديس أبانوب النهيسي

لماذا يُعتبر تذكار استشهاد القديس أبانوب النهيسي يومًا مميزًا في الكنيسة؟ أعرف تفاصيل حياته واستشهاده علي أسم المسيح

 تذكار استشهاد القديس
تذكار استشهاد القديس أبانوب النهيسي

في مثل هذا اليوم، الواحد والثلاثين من يوليو لعام ٢٠٢٤، تحتفل الكنيسة بذكرى أستشهاد القديس أبانوب النهيسي، الذي يُعرف أيضًا باسم "أبو الذهب"، نسبةً إلى معنى اسمه المشتق من "بي نوب" باللغة القبطية. 

قصة حياة القديس أبانوب النهيسي

وُلد القديس في قرية نهيسة بمركز طلخا خلال القرن الرابع لأبوين متدينين، مقارة ومريم، وتيتم في سن الثانية عشر، مما أدخله في حزن عميق. خلال أحد الأعياد، وبينما كان الصبي في الكنيسة، استمع إلى الكاهن وهو يحث المؤمنين على تحمل الاضطهاد بفرح، في زمن الإمبراطور دقلديانوس الذي كان قد أثار الاضطهاد ضد المسيحيين. تأثر أبانوب بكلمات الكاهن وعاد إلى منزله ليصلي طالبًا معونة الله، ثم توجه إلى سمنود مفعمًا بالروح القدس ومتطلعًا لنيل الإكليل السماوي. 

القديس أبانوب النهيسي يعلن أيمانه بالملك المسيح

القديس أبانوب النهيسي يعلن أيمانه بالملك المسيح

واجه أبانوب الصغير المدينة التي وجد فيها الكنائس مدمرة والناس يعادون المسيحية، فصلى طالبًا دعم الله. وفي تلك اللحظة، ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل، مواسيًا إياه وموجهًا له بأن يشهد لإيمانه أمام الوالي في الصباح، مؤكدًا أن الله سيقويه ويشفيه من العذابات. وبالفعل، في الصباح التالي، تقدم أبانوب بشجاعة أمام الوالي، معلنًا إيمانه بالمسيح. أثارت جرأته دهشة الوالي الذي حاول إغراءه بوعود كثيرة، لكن الصبي ظل ثابتًا في شهادته. غضب الوالي وأمر بتعذيبه بشدة حتى تعرضت أحشاؤه للإصابة، لكن رئيس الملائكة ميخائيل عاد ليشفيه.

تعذيب القديس أبانوب النهيسي

أُودع أبانوب السجن حيث التقى بمسيحيين آخرين مسجونين، الذين تعزوا به وبشجاعته. في اليوم التالي، أعدم الوالي حوالي ألف مسجون، الذين نالوا إكليل الشهادة. 

تعذيب القديس أبانوب النهيسي

استدعى الوالي أبانوب مرة أخرى وأمر بربطه من قدميه على صاري المركب المتجه إلى أتريب، ساخرًا من إيمانه ومتسائلًا إن كان يسوع سيأتي لإنقاذه. ولكن، خلال الرحلة، تحجرت الكأس في يد الوالي وأصيب بالشلل، بينما أصبح الجنود عميانًا. وعندما نظر الوالي إلى أبانوب، رأى رئيس الملائكة يقترب من الطفل، يمسح دمه وينزله إلى مقدمة المركب قبل أن يختفي.

وطلب الوالي من الصبي أبانوب أن يصلي لإلهه ليشفيه، ووعده بالإيمان هو وجنوده إذا تم الشفاء. أجاب أبانوب بأن الله سيشفي الوالي في أتريب، وبالفعل، بعد الصلاة باسم الرب، شُفي الوالي أمام الجميع، مما أدى إلى إيمان الكثيرين واستشهاد بعضهم في أتريب.

تعذيب القديس أبانوب النهيسي

في أتريب، عُذب أبانوب بالجلد والإلقاء في زيت مغلي والحرق بالنار والكبريت. ظهر له السيد المسيح مع الملائكة ميخائيل وجبرائيل وشُفي. عاد الوالي ليعذبه بوضع سيخين محميين بالنار في عينيه، لكن الرب شفاه مرة أخرى. أمر الوالي ببتر يديه ورجليه، لكن الرب لم يتركه. كان أبانوب مصدر بركة للكثيرين الذين آمنوا بالسيد المسيح واستشهدوا بفرح، وكان الرب يرسل ملائكته لتعزية الصبي.

عندما رأى الوالي الجموع التي آمنت بسبب أبانوب، أرسله إلى الإسكندرية مقيدًا. هناك، أخرج روحًا نجسًا من امرأة وهو مقيد، فآمنت بالسيد المسيح، لكن جنديًا قتلها. أمام أرمانيوس والي الإسكندرية، اعترف أبانوب بإيمانه محتملًا عذابات أخرى، منها الإلقاء في جب مليء بالثعابين الجائعة، لكن الرب حفظه بملاكه ميخائيل. خرج من الجب وتبعته الثعابين، وأحدها التف حول رقبة أرمانيوس، وأنقذه أبانوب، مما أثار دهشة الكثيرين وأدى إلى إيمانهم واستشهادهم.

استشهاد القديس أبانوب النهيسي

تعرض أبانوب لعذابات أخرى، وأخيرًا، قُطعت رأسه خارج المدينة على صخرة عالية. وقف يصلي بفرح، طالبًا من الله أن يغفر خطاياه ويتقبل روحه. القديس يوليوس الأقفهصي، أبو الشهداء، كتب سيرته وحمل جسده وكفنه وأرسله إلى نهيسة، موطن ميلاده، حيث دُفن هناك. جسده نُقل من نهيسة إلى سمنود. بركة صلاته تكون معنا، آمين. ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا، آمين.

          
تم نسخ الرابط