تذكار استشهاد القديسة فيلومينا عروس المسيح العجائبية

الكنيسة تحتفل بتذكار استشهاد القديسة فيلومينا العجائبية.. لن تتخيل ما فعله معها الملك دقلديانوس! هل تعرف قصتها؟

تذكار استشهاد القديسة
تذكار استشهاد القديسة فيلومينا عروس المسيح العجائبية

اليوم، تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديسة فيلومينا، عروس المسيح العجائبية، التي أضحت رمزًا للإيمان والصمود عبر العصور. يصادف هذا التذكار يوم 10 أغسطس 2024 (4 مسرى في التقويم القبطي)، وهو يوم مليء بالتأمل والبركة للمؤمنين الذين يستذكرون قصة هذه القديسة البتولية التي نالت إكليل الشهادة.

ولادة القديسة فيلومينا ونشأتها

وُلدت القديسة فيلومينا في 10 يناير عام 291 ميلادية، كابنة لوالي إحدى ولايات اليونان في عهد الإمبراطور الروماني الجاحد دقلديانوس. عاشت فيلومينا طفولة مليئة بالنور والإيمان، حيث كانت ابنة وحيدة لوالديها الذين طالما تمنيا نسلاً. بعد أن علم والدها بالإيمان المسيحي من خلال طبيب القصر بوبليوس، الذي كان مسيحيًا خفيًا، قرر الوالد قبول المسيحية هو وزوجته، ومن ثم نالت فيلومينا نعمة المعمودية وسُميت "لومينا" بمعنى "نور الإيمان".

في المعمودية، تغير اسمها إلى "فيلومينا"، وهو اسم يعني "بنت النور" في اللغة اللاتينية، تعبيرًا عن النور الذي حملته داخلها منذ ولادتها وحتى استشهادها.

مواجهة القديسة فيلومينا للملك دقلديانوس

كان القدر ينتظر فيلومينا لتعيش اختبارًا صعبًا ولكنه مليء بالمجد الإلهي. في إحدى زيارات والدها للقصر، لاحظ الإمبراطور دقلديانوس جمال فيلومينا ورغبتها في الحياة البتولية، فأراد أن يتزوجها. إلا أن فيلومينا، المدفوعة بإيمانها العميق ورغبتها في تكريس حياتها للمسيح، رفضت عرض الإمبراطور، مما أغضبه بشدة.

بسبب رفضها، أُلقي بها في السجن لمدة أربعين يومًا. وفي اليوم السابع والثلاثين من احتجازها، أضاءت جدران السجن فجأة، وظهرت لها السيدة العذراء مريم، حاملة رسالة تشجيع وتأكيد لها بأنها "ابنة النور"، وأخبرتها بأنها ستنال إكليل الشهادة بعد ثلاثة أيام.

تعذيب القديسة ومعجزات الرب

تعذيب القديسة ومعجزات الرب

بعد أن أمر الإمبراطور بإخراجها من السجن، تعرضت فيلومينا لألوان من التعذيب البشع. جُلِدت وربطت بالحبال وجُرت في شوارع المدينة. ومع ذلك، كان الرب يرسل ملائكته ليعينوها، فقد رأت الملاك غبريال يسكب بلسماً على جسدها المتألم، مما شفاها تمامًا.

أثار هذا الحدث غضب الإمبراطور، فأمر بإلقائها في النهر مع هلب سفينة مربوطة حول عنقها. لكن الرب أرسل الملاك غبريال مجددًا لإنقاذها، فقطع سلاسل الهلب ورفعها ملاك آخر إلى الشاطئ أمام عيون الحاضرين. هذه المعجزة أثارت إيمان عدد كبير من الناس الذين شهدوا الحدث.

وفي محاولة أخيرة للقضاء عليها، أمر الإمبراطور بربطها في شجرة وإطلاق السهام والرماح المشتعلة نحوها. لكن المعجزة استمرت، حيث كانت السهام والحراب تدور وتعود نحو الجنود الذين أطلقوها، مما أدى إلى موت ستة منهم. ازداد إيمان الناس وشهدوا بقوة الله التي ظهرت من خلال فيلومينا.

وأخيرًا، أمر الإمبراطور بقطع رأسها بالسيف، لتنهي حياتها الأرضية وتُتوج بإكليل المجد السماوي. وكان ذلك في 10 أغسطس من عام 304 ميلادية.

اكتشاف رفات القديسة فيلومينا

في 24 مايو 1802، بينما كان الحفارون يزيلون الرمال في مقبرة قديمة تُعرف بأرض بريشيلا، عثروا على شاهد قبر من الرخام يحيط به سور من الطوب. كان هذا القبر محفوظًا بشكل جيد ويتميز برموز تدل على أن المدفونة كانت عذراء بتولية، مطعونة بالسهام ومقيدة إلى مرساة.

بعد تنظيف شاهد القبر، تم العثور على الكلمات اللاتينية "السلام لكِ يا فيلومينا". وعند فتح القبر، وُجد هيكل عظمي لفتاة صغيرة السن، يتراوح عمرها بين 12 و13 عامًا، وكانت مطعونة بحربة. بجانب الرفات، عُثر على إناء صغير يحتوي على مادة جافة لونها أحمر داكن، تبيّن بعد الفحص أنها دم مجمد.

معجزات ظهور الحجارة الكريمة

معجزات ظهور الحجارة الكريمة

عند فحص أجزاء الإناء المكسورة، لوحظ تفاعل كيميائي غريب، حيث ظهرت حجارة كريمة براقة ذات بريق ذهبي وفضي. هذه الظاهرة الفريدة أثارت دهشة العلماء والحاضرين، مما زاد من الإيمان بقدسية هذه الرفات.

وجود رفات القديسة فيلومينا في المقبرة المميزة بأرض بريشيلا، التي تحتوي على أقدم الرسومات للعذراء مريم وابنها، كان دليلاً على مكانتها السامية. هذه المقبرة كانت مكان دفن للنبلاء والشهداء ذوي الصيت الرفيع.

نقل رفات القديسة فيلومينا

بعد ثلاث سنوات، في 10 أغسطس 1805، نُقلت رفات القديسة فيلومينا من نابولي إلى كنيسة كونيانو في إيطاليا. عند وصول الموكب إلى المنزل الذي ستحفظ فيه الرفات مؤقتًا، حدثت زوبعة قوية توقفت فجأة عند وصولها إلى الرفات، مما أثار الرعب في نفوس الحاضرين. لكن سرعان ما شعر الجميع بالراحة والإيمان، معتبرين أن هذه الظاهرة هي علامة من السماء تدل على حماية القديسة.

ختامًا لقصة القديسة فيلومينا

تظل القديسة فيلومينا مثالًا حيًا على الإيمان والثبات في وجه الاضطهاد. تحمل قصتها رسالة أبدية لكل المؤمنين بقدرة الله ومعجزاته، وشفاعة القديسة فيلومينا تظل مصدر بركة ورجاء لكل من يطلبها. بركة صلاتها تكون معنا جميعًا، آمين.

          
تم نسخ الرابط