البابا تواضروس مع شباب أوروبا

صورة البابا تواضروس مع شباب أوروبا تثير جدل واسع بين الأقباط .. هل الكنيسة دورها التفتيش على أولادها؟

البابا تواضروس مع
البابا تواضروس مع شباب أوروبا

أثار المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جدلاً كبيرًا بين الأقباط بعد نشر صورة لـ البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أثناء صلاة القداس الإلهي في دير القديس الأنبا أنطونيوس بالنمسا خلال مؤتمر شباب أوروبا. الصورة التي انتشرت في وقت سابق، تضمنت مشهداً يظهر فيه البابا محاطًا بعدد من الشباب المشاركين في المؤتمر، وكان من بينهم شابان لفتا الأنظار بمظهرهما المختلف. أحد الشابين كان له شعر طويل مربوط بتوكة، بينما الآخر ظهر بشعر محلوق بطريقة الكابوريا.

البابا تواضروس مع شباب أوروبا

جدل على مواقع التواصل الاجتماعي

تسببت الصورة في إثارة العديد من النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، حيث اعتبر بعض المستخدمين أن ظهور الشباب بهذا المظهر داخل الكنيسة لا يليق ويتعارض مع تعاليم الآباء. في المقابل، دافع آخرون عن موقف البابا تواضروس، معتبرين أن هدوءه وتقبله لتواجد هؤلاء الشباب يعكس نقلة نوعية في كيفية تعامل الكنيسة مع أبنائها واحتوائهم، بغض النظر عن مظهرهم الخارجي.

ليس من السهل التدخل وإجبار الشباب على أمر شخصي

وفي هذا السياق، قال جمال جرجس، الكاتب ورئيس مركز مصر للشئون القبطية، إن زيارة البابا تواضروس إلى النمسا كانت للمشاركة في مؤتمر الشباب القبطي، وهو حدث سنوي يقام في دولة أوروبية. هذا العام، استضافت النمسا المؤتمر الذي انطلق في دير القديس الأنبا أنطونيوس في فيينا، حيث يشارك فيه شباب من مختلف دول الاتحاد الأوروبي. وأشار جرجس إلى أن هدف الكنيسة هو جمع الشباب وتعليمهم تعاليم الكنيسة القبطية، مع مراعاة أن معظم هؤلاء الشباب ولدوا وتعلموا في أوروبا، حيث الفكر السائد يعزز حرية الفرد.

 زيارة البابا تواضروس إلى النمسا 

أوضح جرجس أن الكنيسة في المهجر تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع الشباب الذين يعيشون في بيئة تقدر الحرية الشخصية، وبالتالي فإن التدخل في تفاصيل حياتهم مثل مظهرهم قد يكون له أثر سلبي على علاقتهم بالكنيسة.

الكنيسة ليس دورها التفتيش على أولادها

من جانبه، أكد كمال زاخر، المفكر القبطي، أن الصورة تعكس اختلاف القيم بين المجتمعات، خاصة في مرحلة الشباب. أوضح زاخر أن الشباب في أوروبا يتبعون قيماً ومظاهر تختلف عن تلك الموجودة في مصر، وأن الكنيسة القبطية لا ينبغي أن تتحول إلى "محكمة تفتيش" على أبنائها بناءً على مظهرهم. وأضاف أن هذا المظهر ليس غريباً حتى في مصر، حيث يمكن مشاهدته في كنائس المناطق ذات المستوى الاقتصادي المرتفع، مشيرًا إلى أن الاختلافات الثقافية يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تقييم مثل هذه المواقف.

          
تم نسخ الرابط