ليبيا بين الحريات والشرع

شفتوا اللي بيحصل في ليبيا؟.. بعد تفعيل شرطة الآداب: حملة مكثفة لمصادرة منتجات الاحتفال بأعياد رأس السنة! إيه اللي بيحصل بالضبط؟

حملة مكثفة لمصادرة
حملة مكثفة لمصادرة منتجات الاحتفال بأعياد رأس السنة

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، بدأت سلطات شرق ليبيا حملة مصادرة مكثفة لمنتجات الاحتفال بأعياد رأس السنة، وذلك بعد تفعيل شرطة الآداب في البلاد. الحملة تأتي في إطار فرض الرقابة على الأسواق وتطبيق ما يُعتبر "الشرع" في بعض من المناطق الليبية.

حملة مصادرة ألعاب وزينة رأس السنة

تحت إشراف جهاز الحرس البلدي في مدينة بنغازي، تم ضبط مجموعة من الألعاب وأدوات الزينة الخاصة برأس السنة والكريسماس في محلات تجارية يوم الثلاثاء الماضي. الحملة تهدف إلى الحد من بيع أي منتجات تتعلق بالاحتفالات بعيد رأس السنة، باعتبار أن بيعها يعد "مخالفًا للشرع" وفقًا للسلطات المحلية.

المثير في الأمر هو أن السلطات حذّرت أصحاب المحلات من تداول أو بيع أي من هذه المنتجات، مع التهديد باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المخالفين. وعليه، تم مصادرة العديد من الأغراض الاحتفالية، وهو ما أثار ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ردود فعل واسعة على الحظر

بعد إعلان هذه الحملة، كان هناك تضارب في الآراء بين المواطنين. البعض أيد القرار باعتباره خطوة ضرورية للحفاظ على القيم الدينية في المجتمع، في حين عبر آخرون عن استيائهم، معتبرين أن هذا التدخل في الحريات الشخصية يعتبر تعديًا على حقوق الأفراد، خاصة في بلد مثل ليبيا التي تحتضن جاليات من جنسيات مختلفة.

البعض أيضًا دعا السلطات إلى التركيز على القضايا الأهم، مثل مكافحة المخدرات والجريمة، بدلاً من مصادرة ألعاب رأس السنة، التي تعتبرها فئة كبيرة من المواطنين حقًا من حقوقهم الشخصية في الاحتفال.

تفعيل شرطة الآداب

الجدل لا يتوقف هنا، فقد أثار وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي، موجة من الجدل الشهر الماضي بعدما دعا إلى إعادة تفعيل شرطة الآداب في البلاد. هذه الدعوة جاءت بعد ظهور بعض الظواهر الاجتماعية في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي اعتُبرت منافية لقيم المجتمع الليبي. وتهدف هذه الخطوة إلى تشديد الرقابة على الأماكن العامة وضبط سلوك المواطنين.

ليبيا بين الحريات والشرع

حملة مكثفة لمصادرة منتجات الاحتفال بأعياد رأس السنة في ليبيا

تعد ليبيا من الدول التي تشهد تنوعًا ثقافيًا ودينيًا، حيث يعيش فيها مواطنون ليبيون من مختلف الخلفيات الدينية والثقافية. لذا، فإن هذه الحملات قد تثير المزيد من الجدل بين من يطالبون بالحفاظ على التقاليد الدينية، ومن يرى ضرورة منح حرية أكبر في الاحتفالات.

خلاصة القول

في النهاية، تظل ليبيا تمر بفترة من التغيرات السياسية والاجتماعية الكبيرة، مع تزايد الجدل حول الحريات الشخصية وتطبيق الشريعة. ويبقى السؤال المطروح: هل هذه الحملات ستكون بداية لتقييد حرية الأفراد في التعبير والاحتفال، أم أنها مجرد خطوة لتقوية دور المؤسسات الأمنية؟ المستقبل وحده سيحدد.

          
تم نسخ الرابط