رحلة الابن الضال إلى الإسراف
أبونا يوساب عزت للحق والضلال: لماذا ترك الابن الضال قصره ليعيش في إسراف؟ قصة العودة المدهشة إلى أحضان الأب
في مداخلة تليفونية مع موقع الحق والضلال، وضح أبونا يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة وأستاذ الكتاب المقدس، تفسيرًا عميقًا لقصة الابن الضال، موضحًا لماذا قرر الابن ترك قصره والذهاب إلى حياة مليئة بالإسراف وكيف انتهت تلك القصة المدهشة بالعودة إلى أحضان الأب.
لماذا ترك الابن الضال قصره؟
في البداية، كان الابن الضال يعيش في قصر بديع، محاطًا بالرفاهية والراحة. ورغم أن كل شيء كان متاحًا له، كان هناك فراغ داخلي دفعه إلى طلب ميراثه والسفر بعيدًا عن منزله. طلب الابن أن ينال نصيبه من الميراث ليعيش حياة جديدة على حساب راحة والده.
رحلة الابن الضال إلى الإسراف
كان الابن يعتقد أن الحياة خارج القصر ستكون أفضل وأكثر حرية. اختار الابتعاد عن الأب في محاولة للعيش كما يشاء، متجاهلاً القيم التي نشأ عليها. في الابن الضال، تتجسد فكرة التمرد على الأب والسعي وراء المتعة المؤقتة دون التفكير في العواقب. إلا أن الرحلة لم تكن كما توقع، فقد انتهت بالإسراف والهلاك. فقد كل شيء وكان مجبرًا على أن يعيش في فقر وضياع.
العودة المدهشة إلى أحضان الأب
عندما أدرك الابن أنه لا يستطيع العيش بهذه الطريقة، قرر العودة إلى أبيه. كانت العودة مليئة بالتوبة، حيث شعر الابن بالندم الشديد على تصرفاته. وعندما عاد، استقبله الأب بكل حب وتسامح، مفتوحًا ذراعيه لاستقبال الابن الضال بكل حب. هذه اللحظة تمثل لحظة المغفرة الحقيقية، حيث يقول الابن: "يا أبتِ أخطأتُ إلى السماء وقدامك، ولستُ مستحقًا أن أدعى لك ابنًا."
الدروس المستفادة من قصة الابن الضال
- التوبة والمغفرة: تُظهر القصة كيف أن الله مستعد دائمًا لاستقبال من يعود إليه بتوبة صادقة.
- الحرية والإسراف: تعلمنا القصة أن الحرية الحقيقية ليست في العيش وفقًا لرغباتنا الشخصية، بل في أن نعيش وفقًا للقيم والمبادئ التي تعلمناها.
- الحب الأبوي: يظهر الأب في القصة كرمز للحب الغير مشروط، إذ يفتح ذراعيه لاستقبال ابنه رغم كل الأخطاء.
الخاتمة
قصة الابن الضال هي درس عميق في المغفرة والتوبة. تُعلمنا أن مهما كانت أخطائنا، الله دائمًا في انتظارنا، ولا شيء يقف أمام حبه الكبير ورغبته في أن نعود إليه. الابن الضال يظل رمزًا لكل من يسعى للعودة إلى الله مهما كانت المسافة أو الأخطاء التي ارتكبها.