مصر تودّع الأنبا باخوميوس في لحظات وداع مهيبة .. الكنيسة القبطية تعلن رسالة قداسة البابا تواضروس في نعي يهز القلوب ماذا قال عن شيخ المطارنة الراحل؟

قداسة البابا تواضروس الثاني .. الأنبا باخوميوس .. بقلوب مملوءة بالحزن والرجاء، ودّع قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مثلث الرحمات الأنبا باخوميوس، شيخ مطارنة الكنيسة القبطية ومطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، الذي انتقل إلى الأمجاد السماوية عن عمر ناهز التسعين عامًا، بعد رحلة زاخرة بالعطاء والخدمة الروحية امتدت لعقود طويلة.
رحيله يُعد خسارة كبيرة للكنيسة القبطية والمجتمع المسيحي، حيث كان نموذجًا فريدًا في القيادة الروحية، والإدارة الحكيمة، والرعاية الأبوية، التي لمسها الآلاف من أبناء الكنيسة في مصر وخارجها. لقد كرّس حياته منذ شبابه المبكر لخدمة الله والكنيسة، وكان علامة مضيئة في مجالات الرعاية والتعليم والتلمذة الروحية، ليبقى إرثه حاضرًا في وجدان الكنيسة وأبنائها.
بيان الكنيسة القبطية
وقد أعلنت منذ قليل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان رسمي عن رحيل مثلث الرحمات نيافة الأنبا باخوميوس، شيخ مطارنة الكنيسة القبطية ومطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، والذي انتقل إلى الأمجاد السماوية بعد حياة عامرة بالخدمة الروحية والرعوية، عن عمر ناهز التسعين عامًا.
الكنيسة تودع لحبر الجليل الأنبا باخوميوس في بيان رسمي
نص بيان الكنيسة :
قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودعون إلى فردوس الأبرار مثلث الرحمات، شيخ مطارنة الكنيسة، وأحد أعمدة الكنيسة المضيئة، الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، الذي رقد في الرب اليوم، عن عمر قارب ٩٠ سنة، خدم خلالها الله وكنيسته بتقوى وأمانة، وقدم في خدمته نموذجًا خاصًّا وقف نبراسًا أمام أجيال من المؤمنين من آباء ورعية.
لقد كرس نيافة الأنبا باخوميوس حياته منذ بواكير شبابه، لله ولكنيسته، وغرس بذار نفسه على مجاري المياه فأعطى ثماره متكاثرة في كل مسؤولياته طوال رحلة خدمته الطويلة، في مدارس الأحد التي أصبح أحد روادها، وفي كل ربوع الكرازة المرقسية في مصر والسودان والكويت ولندن وغيرهم.
وحينما دعته العناية الإلهية لنعمة الأسقفية، وصار راعيًا لإيبارشية مترامية الأطراف قادها بكل حكمة وفطنة كوكيل أمين فعمل وعلم ودبر وافتقد واهتم بكل أحد.
وعندما دُعِيَ لقيادة الكنيسة، حين أصبح القائمقام البطريركي في فترة دقيقة من عمر الوطن والكنيسة، قادها بكل حكمة وقوة، كربانٍ ماهر، متكلاً على رفع القلب بالصلاة والصوم، مُسَلِّمًا الأمر كله لله.
وبعد انتهت مهمته عاد بكل تواضع لرعاية أبناء إيبارشيته، وليستكمل عمله فيها بكل أمانة، فلم يمنعه تقدم العمر ولا ضعف الجسد عن أداء عمله الرعوي، حتى أكمل اليوم سعيه وذهب بسلام إلى مواضع الراحة في المظال الأبدية.
نثق أنه سيسمع الطوبى من الفم الإلهي القائل: "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ" (مت ٢٥: ٢١).
نياحًا لروحه الطاهرة وعزاءً لمجمع كهنة وشعب إيبارشيته وكل محبيه.
ويُعد الأنبا باخوميوس أحد أبرز الشخصيات الكنسية التي أثرت في الحياة الروحية للمجتمع القبطي، حيث كرّس عمره لخدمة الكنيسة وتعليم الأجيال، وترك بصمة واضحة في مختلف مجالات الرعاية والتعليم الكنسي. امتدت خدمته لعقود طويلة، جسّد خلالها نموذجًا للراعي الصالح الذي حمل هموم شعبه وعمل بكل إخلاص من أجل ترسيخ القيم الروحية وتعزيز دور الكنيسة في حياة أبنائها.
لقد كان نيافته رمزًا للحكمة والاتزان والقيادة الواعية، وعُرف بتواضعه العميق وحكمته الفائقة، ما جعله موضع احترام وتقدير واسع داخل الكنيسة وخارجها. ورغم تقدّمه في العمر، ظل حتى لحظاته الأخيرة يؤدي رسالته الرعوية بكل محبة وإخلاص وتفانٍ، متحملاً مسؤولياته بقلوب ملؤها الإيمان والعطاء.
- البابا تواضروس
- الأنبا باخوميوس
- الكنيسة القبطية
- قداسة البابا تواضروس الثاني
- إيبارشية البحيرة
- نياحة الأنبا باخوميوس
- وفاة الأنبا باخوميوس
- سبب وفاة الأنبا باخوميوس