الموت يخطف زهرة الكنيسة ويترك حزن عميق بين محبيها.. ماريا تنتقل إلي المجد السماوي في حضن القديسين "رحيل موجع يهز مشاعر الأقباط"

الكنيسة .. ماريا .. في لحظاتٍ يغمرها الصمت وتغلفها الدهشة، تتوقف الكلمات ويعجز القلب عن التعبير، عندما يتلقى الإنسان خبر رحيل من كان يمثل جزءًا من روحه. ومثل نجم ساطع انطفأ فجأة، غادرتنا "ماريا" إلى الحياة الأبدية، تاركة خلفها ذكرى عطرة لا تُنسى، وقلوبًا ما زالت غير مصدّقة لما جرى.
السماء تختار سكانها بعناية إلهية
"لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ"… بهذه الكلمات المقدسة نستعيد المعنى الحقيقي للراحة الأبدية، ونستشعر أن الرحيل قد لا يكون نهاية، بل بداية لحياة أبدية مع الله. ففي كل مرة يرحل فيها إنسان يشبه في صفائه الملائكة، نزداد يقينًا بأن السماء لا تختار عبثًا، بل تختار بعناية إلهية فائقة.
ماريا لم تكن مجرد شخص عابر في حياتنا، بل كانت شعلة من الفرح، تنشر البهجة بكلمة، وتزرع السلام في القلوب بابتسامة. رحيلها لم يكن مجرد خبر، بل صدمة حملت في طياتها الحنين والألم، لكنها أيضًا كانت دعوة للتأمل في معنى الحياة والموت.
طوبى لمن رحلوا عنّا بسلام
غادرت ماريا هذه الدنيا بسلام، كما يرحل الملائكة في هدوء، دون ضجيج أو وداع طويل. كانت دائمًا تحمل في صوتها نغمة فرح لا تُنسى، وفي كلماتها عزاء غير مقصود. كم كان جميلًا أن نسمع منها "البهجة" التي اعتدناها، والتي لم نكن ندرك أنها قد تصبح ذكرى.
لقد عشنا على أمل رؤيتها من جديد، وسماع ضحكتها التي كانت تُحيي فينا طاقة الحياة، لكن مشيئة الله كانت أسمى. الله وحده يعلم لماذا يختار البعض في توقيتٍ لا نفهمه نحن، لكنه بكل تأكيد توقيت يحمل حكمة لا ندركها بعد.
صلاة من أجل التعزية والهدوء
في مثل هذه اللحظات، لا نملك إلا الصلاة، والتضرع للرب أن يمنح الأسرة والأصدقاء تعزية سماوية وهدوءًا إلهيًا، يخفف من وطأة الفقد ويُضيء لهم طريق الصبر. نطلب من كل من عرف ماريا، ومن كل من لمس قلبه وجودها، أن يرفعوا الصلاة من أجل راحة نفسها، ومن أجل سلامنا نحن الذين ما زلنا نحاول فهم هذا الغياب.
ماريا... ستبقي حاضرة في قلوب محبيها
رغم الفقد، تبقى ماريا حيّة في قلوب احبها حسب ما نقله اصدقائها ومنشورات اسرتها ، ولا تغيب صورتها، ولا تخفت ذكراها. ستظل ضحكتها تسكن الذاكرة، وكلماتها ترنّ في آذاننا، وأثرها محفورًا في قلوب كل من عرفها وشاركها لحظات الحياة.
سلام لروحك الطاهرة يا ماريا، وطوبى لكِ في أحضان السماء، حيث لا ألم ولا دموع، بل فرح أبدي في محضر القدير.