خبير بيئى يحذر كوارث جسيمة قبل 2025

الحق والضلال

قال الدكتور مجدى علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب وخبير المناخ، إن العالم سيدفع ثمن ما حدث فى القرنين السابقين من تلوث حيث ستأتى لحظة لن تستطيع الدول مجاراة ما يحدث نتيجة التغيرات المناخية.

وأضاف الدكتور مجدى علام، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أحد أسباب تغيير المناخ ما يطلق عليه "الكوارث الجامحة" وهو تعبير علمى يطلق على الظواهر الطبيعية التى يحدث تغيير فى صفاتها الرئيسية، موضحا أن أول هذا التغير له أعماق كثيرة أولها يتمثل فى عمق الظاهرة، فحينما تزيد سرعة الإعصار من 100 كم / ساعة الى 350 كم / فهذا يمثل تغير فى عمق الظاهرة.

وأشار إلى أن العمق الثانى هو "الكم"، موضحا أن محافظة الإسكندرية والفلبين وجدة سقطت بهم الأمطار بكمية كبيرة، حيث الكمية التى سقطت بالإسكندرية فى 9 ساعات وأدت إلى غرق شوارعها منذ أيام كانت تسقط من قبل فى 9 أيام كاملة ولذلك لم تستوعبها شوارع المحافظة.

وأشار إلى أن العمق الثالث الوقت يتمثل فى الوقت حيث إنه عادة ما تحدث النوة فى نصف شهر نوفمبر أو نهايته لكن حينما تحدث فى بداية الشهر فهذا ليس طبيعى، موضحا أن طول أو قصر المدة أيضا يعد تغيرا أيضا، بالإضافة إلى تغيير مكان حدوث الظاهرة، مستشهدا بالإعصار الذى ضرب جمصة خلال الأعوام الماضية وأحدث تلفيات بـ40 مليون جنيه وغابت الشمس أثناء الظهيرة وخلع أعمدة الإنارة والإعصار الثانى الذى حدث بعمان منذ عامين.

وتابع الدكتور مجدى علام: "بقالنا 20 سنة بنحذر الحكومة المصرية من خريطة المواقع المتأثرة بتغير المناخ لكن لم يستمع أحدا لنا"، موضحا أن المنطقة بين أبو قير ورشيد منطقة حمراء توقعت غرقها من 8 إلى 12 %، حيث إن المناطق المتخمة بالسكان فى الدلتا مهددة والدليل زيادة الملوحة بتربتها نتيجة لارتفاع مستوى مياه البحر.

وأوضح مجدى علام، أن هناك 3 برامج على مصر أن تتبعها للتعامل مع التغير المناخى أولها التكيف مع الظاهرة عن طريق إيجاد مناطق بديلة للزراعة والسكن وأماكن بديلة للتوسع العمرانى، موضحا أن منطقة غرب النوبارية هى أنسب المناطق للزراعة ونقل السكان، مؤكدا أهمية أن تضع الحكومة هذه الخطة كى تستوعب ما يحدث من كوارث، خاصة أنه لا يستطيع أحد التنبؤ بنوع وحجم الكوارث الطبيعية التى ستحدث مستقبلا".

وحذر علام، من البناء فى سهل الطينة وسهل التفريعة بشرق قناة السويس لأن عواقب التغير المناخى ستكون وخيمة عليها، موضحا أنه بالنسبة للخطة قصيرة المدى فقال إنها تتمثل فى إيجاد أماكن إيواء مثل أمريكا لاستيعاب آلاف الأفراد التى من الممكن أن تغدر بهم الطبيعة فى مصر، مضيفا: "المناخ دخل فى مرحلة الجنون ونحن توقعنا أن تحدث الكوارث الطبيعية بعد 50 عاما لكن ما تشهده مصر والعالم الآن يدل على أن كوارث جسيمة ستحدث قبل 2025 بسبب الدول الكبرى لأنها أفسدت المناخ".

فى سياق متصل قال علام، إن الدول الكبرى تطلب من مصر أن تروى أراضيها بالتنقيط وأن توقف الصناعة دون أن تدفع لنا ثمن ذلك وثمن إصلاح ما أفسدته هذه الدول، موضحا أن إجمالى الإنبعاثات 04.5.% من إجمالى الانبعاثات بحوالى 275 مليون طن كربون منذ 2010 موضحا أن هذا يسمى أنيميا فى النمو ودليل على أن انبعاثات مصر ضئيلة جدا وتكاد تكون منعدمة.

فى السياق ذاته أوضح علام، أن شرق الإسكندرية سيتأثر بارتفاع سطح البحر ونسبة الأمطار أما غربها، خاصة منطقة برج العرب ستنخفض فيه كمية الأمطار حيث ستتراجع وتسقط داخل البحر، مضيفا:"إسكندرية تحتاج دراسة متعمقة لأسباب تغير المناخ وتنمية بديلة ونحن ندق ناقوس الخطر".

وبالنسبة لإمكانية حدوث تسونامى فى البحر المتوسط قال خبير المناخ، إن نسبة حدوث تسونامى أقل فى البحار عنها فى المحيطات لكن هذا لا يمكن حدوثه، لافتا إلى أنه خلال العامين الماضيين حدث تسونامى بالخليج العربى وخليج بنجال أمام باكستان ونتيجة لذلك ظهرت جزيرة جديدة.

وأشار إلى أن مصر وقعت على أحد الإعلانات مارس الماضى، وكل الدول قامت بإنشاء إدارة اأعزمات والكوارث، موضحا أنه شارك فى هذا الإعلان 72 وزيرا للكوارث وتم الاتفاق مع مجلس الوزراء المصرى لعمل مجلس وطنى لإدارة الكوارث الطبيعية والتخطيط لها أو هيئة مستقلة للتخطيط لإدارة الكوارث الطبيعية لكن هذا لم يحدث.

وطالب علام، بإنشاء وزارة لإدارة الكوارث وزيرها هدفه إعداد خطة لمواجهة الكوارث الطبيعية، مؤكدا أنه أمر مختلف تماما عن إدارة الأزمات والكوارث الموجودة بمجلس الوزراء، والتى يتمثل عملها فقط فى التحرك بعد وقوع الكارثة وليس التخطيط لتجنبها، مضيفا "الخطة الوطنية للكوارث لا تنفذها أى جهة بالدولة ويجب أن يكون هناك رد فعل لأن تبعات ذلك ستكون سيئة للغاية ".

          
تم نسخ الرابط