النوم قبل منتصف الليل ولمدة ثماني ساعات على الأقل هو ما يساعدنا على الاسترخاء ويفيد صحتنا! تعلمنا هذه النصائح منذ صغرنا، فما مدى صحتها؟ انطلاقا من بعض الحقائق العلمية والتاريخية سعى الباحثون لمعرفة الحقائق من الأوهام.
يتساءل الأطفال منذ نعومة أظافرهم لماذا يجب عليهم النوم؟ ولا يستطيع الأطفال الرضع النوم لساعات متواصلة، إذ يصعب عليهم تعلم مهارة الانتقال من النوم الخفيف إلى النوم
وقد كشفت دراسة حديثة أعدها علماء بجامعة لوس أنجليس في كاليفورنيا أن من يعيشون في مجتمعات بدائية منعزلة تكنولوجياً في بيئات بإفريقيا وأمريكا الجنوبية لا ينالون قسطاً أوفر من النوم، وهو عكس الرأي السائد الذي كان يفترض أن إنسان العصر الحديث ينام أقل بسبب التكنولوجيا، مثل الكهرباء والتلفاز والكمبيوتر.
ورصد العلماء حياة 96 بالغاً من شعب تسيمين في بوليفيا وقبائل هادزا في تنزانيا وشعب سان في ناميبيا لفترة امتدت مجتمعة إلى 1165 يوما في أول
وحتى دون وجود كهرباء أو مغريات الحياة الحديثة فقد كانوا ينامون ست ساعات و25 دقيقة في اليوم
ثماني ساعات من النوم؟
نقلاً عن موقع nzz السويسري، يقول طبيب الأعصاب البروفسور يوهانس ماتيس، مدير مركز أبحاث النوم
هل يمكن تخزين النوم؟
ويتفق مع الطبيب النفسي د. رولف ميركله ويشير في موقع بالفرلاغ الألماني إلى أن هناك عدة أساطير قد صدقها الناس عن النوم، لكنها غير حقيقية، منها الحاجة لثماني ساعات وكذلك "تخزين النوم"، فالطبيب النفسي يؤكد أن الشخص لا يمكنه أن ينام "مسبقاً" أو أن يعوض نوماً فاته، وإن كان المرء يشعر بالتعب إذا ما قضى عدة أيام دون نوم. ويضيف الخبير النفسي أن المرء كثيراً ما يظن أنه لم ينم، حتى عندما ينام. ويوضح أننا عادة ما نستيقظ إذا ما سمعنا صوتاً أثناء فترات النوم الخفيف، بينما يكون الاستيقاظ أصعب إذا حدث ذلك أثناء فترات النوم العميق، لكن هذا لا يعني أننا لا نستجيب للمؤثرات حتى في أعمق لحظات النوم، كما أننا في أثناء فترات النوم الخفيف عادة ما نستعيد كل ما عشناه من تجارب في اليوم، أو ما يشغلنا في العمل أو الحياة الشخصية. لذلك يشعر البعض أنهم لم يناموا على الإطلاق، وإن كانوا ناموا ولو لساعات قليلة ومتقطعة.
الاستيقاظ مبكراً سمة النشطاء!
ويضيف موقع شترن بعض الأفكار المغلوطة الأخرى عن النوم، مثل كون النوم قبل منتصف الليل أفضل، فيقول البروفيسور إنغو فيتسه، مدير قسم أبحاث النوم في مركز شاريته الطبي في برلين أن الساعات الأربعة الأولى للنوم عادة ما تكون الأفضل لأنها تحتوي عدداً أكبر من ساعات النوم الأعمق، بغض النظر عن وقت حدوثها. ويوضح الموقع أيضاً أن من لا يحبون الاستيقاظ مبكراً ليسوا بالضرورة "كسالى" كما هو متعارف عليه، فهناك أشخاص يفضلون بالطبيعة الاستيقاظ مبكراً والنوم مبكراً، بينما هناك آخرون ينشطون في المساء والليل ويحبون السهر، وهم بالتالي يفضلون النوم حتى وقت متأخر، وهو ما يدفع كثير من الباحثين للمطالبة بتأخير بدء اليوم الدراسي بعض الشيء.
القيلولة تعيد النشاط
يعتقد الباحثون أن هذا الأمر أيضاً مختلف عليه من شخص لآخر، وكذلك يعتمد على طول مدة النوم ظهراً. فالنوم لنصف ساعة يساعد على تحسين التركيز والقدرة على الأداء، بينما يأتي النوم الطويل بنتائج عكسية.
المجهود البدني يساعد على النوم
ويوضح موقع شترن أن خبراء النوم ينصحون بالفعل بممارسة الرياضة بانتظام، لكن ليس في وقت متأخر. فمن الأفضل عدم تنشيط الدورة الدموية في ساعات متأخرة، لأن هذا لا يساعد على الدخول في النوم العميق.
العشاء المتأخر سيء
يرى خبراء النوم أن هذا الأمر أيضاً يختلف من شعب لآخر لأنه مرتبط بالتعود، فمن تعود على العشاء في ساعات متأخرة مثلما هو الحال مثلاً في دول البحر المتوسط والشعوب العربية، لا يجد صعوبة في النوم حتى بعد الأكل مباشرة.
النوم يجعل الشخص أجمل
لم يختلف الباحثون حول هذه المقولة! فالنوم العميق ينعكس سريعاً على الوجه، بينما يظهر الإجهاد بسرعة على المصابين بالأرق، كما ظهر في بحث أجري في السويد.
مصراوى