يعتزل ويحيي الجماهير ويخرج من الملعب، ومعه يخرج ذاك المراهق من قلب شاب نما على حب رقمين متشابهين تجمعا معًا على ظهر قميص أحمر ليخلقا رقمًا واحدًا بقى مرتبطًا بهرمون السعادة في جسده، خرج هو وراح المراهق الكامن في جسد شاب يتذكر قبل رحيله لحظات كان فيها أسطورته، مثله الأعلى، بطل قصصه الخيالية التي راح ينسجها عقله لفريق عشقه ومنتخب يجري في دمه حبه، لم يكونا كما أصبحا حين أتى ولن يمسوا كما كانا بعد رحيله.
راح المراهق يلملم ذكرياته استعدادًا للرحيل، وخطوات حبيب الملايين تتابع تجاه خط التماس، سيخرج من الملعب اليوم إلى الأبد، انتهت القصة الجميلة، كم تعبر لحظاتنا الحلوة سريعًا، مر يوم بارد في منتصف ديسمبر عام 2006 امتلأت فيه المقاهي مبكرًا وخلت فيه المدارس من طلابها، كان الأهلي
لا موضع لقدم في مقاهي مصر، أطفال
مرت الـ9 سنوات في لمح البصر، وكبر هؤلاء المراهقين على المقاهي وكبر هو، وبينهم وبينه حب يكبر أكثر وأكثر مع الأيام، أصبح هؤلاء اليوم مهندسين وأطباء ومحاميين وضباط وغير ذلك كثير

بقت تلك اللحظات خالدة في قلوبهم تعيدهم مع صوت المعلق التونسي، عصام الشوالي، أو مع ضحكات أسطورة التعليق المصري، محمود بكر، إلى جسد المراهق، إلى الطالب الهارب من مدرسته، إلى شعور البهجة الممتزج بالقلق والخوف من مقابلة غير مرغوبة لأب أو أم لن يفهما هذا الرابط العاطفي بين مراهق ولاعب كرة قدم لم يراه في حياته. ربما كان أبوتريكة نفسه ليرفض أن تترك مدرستك لتشاهده، لكنك دائمًا ما تملك الإجابة: وهل يجود الزمان يوميًا بمثل الماجيكو؟
كان الأمر يستحق ربما علقة ساخنة من الوالد، أو

وداعًا قاسيًا عاشه قلب