الحكومة فى يد الأحزاب..
تتجه مجموعة من الأحزاب للحصول على نسبة مهمة من مقاعد البرلمان قد تمكنها من التأثير فى تشكيل الحكومة المقبلة بموجب نصوص دستور 2014 فى حال أسفرت نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية عن تقدم النسبة التى حازتها الأحزاب فى المرحلة الأولى واتفاق مجموعة الأحزاب على تشكيل ائتلاف مشترك.
ووفقًا لنتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية فإن إجمالى المقاعد التى حصل عليها حزب المصريين الأحرار تصل إلى 41 مقعدًا، وكذلك حصل حزب مستقبل وطن على 25 مقعدًا، وحصل الوفد على 15 مقعدًا، أما حزب الشعب الجمهورى فقد حصل على 11 مقعدًا، حيث تتجاوز النسبة الإجمالية أكثر من 45% من مقاعد المرحلة الأولى، بينما يتطلب الحصول على أغلبية المقاعد نسبة تصل إلى 285 مقعدًا أما الأكثرية البرلمانية فإن نسبتها تقل عن هذه النسبة حيث لا يشترط فيها الحصول على 50%+1.
وتنص المادة 146 من الدستور على أن رئيس الجمهورية يكلف رئيسًا لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال 30 يومًا على الأكثر يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب.
شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، صاحب النسبة الأكبر من المقاعد بين الأحزاب فى المرحلة الأولى، وصف الحديث عن تشكيل ائتلاف حزبى يحوز أكثرية مقاعد البرلمان بالأمر المبكر للغاية لكنه قال فى الوقت نفسه ردًا على سؤال "اليوم السابع"، إنه من الممكن أن يبدأ التفكير فى هذا الأمر عقب انتهاء المرحلة الثانية من الانتخابات وبيان النتيجة الكاملة لكل حزب.
نفس الرأى تقريبًا ذهب إليه سيد نور، عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن، حيث وصف الحديث عن دخول الحزب كطرف فى تشكيل ائتلاف حزبى يحوز أكثرية مقاعد البرلمان بالسابق لأوانه، وأشار إلى أن هذا القرار سيخضع لنقاش مطول داخل الحزب وهيئاته، كما أوضح أن القرار سيكون مرتبطًا بالشخص الذى سيكلفه رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة، وأضاف: "قد يكون لدينا تحفظات على الحكومة الحالية ونحن لدينا معايير لتقييمها وهو الأمر الذى سيسفر عنه قرارنا النهائى"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد خلاف سياسى بين مستقبل وطن وبين المصريين الأحرار والوفد حيث سبق أن اشترك معهم فى تحالف انتخابى قائم بالفعل وهو قائمة فى حب مصر.
من ناحيته، أكد طارق التهامى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن مشاركة الوفد فى ائتلاف حزبى يحوز الأكثرية البرلمانية مرتبط بعدد من العوامل، أهمها أن يكون هناك توافق حزبى حول تشكيل حكومة ائتلافية بين هذه الأحزاب وتنازل كل حزب عن فكرة المحاصصة الحزبية والحصول على وزارات بعينها أو الدخول فى معارك وجدل بشأن نسب الأحزاب المختلفة على النحو الذى يؤثر على تماسك الكتلة الوطنية التى شاركت فى 25 يناير و30 يونيو.
وأضاف التهامى: "علينا أن ننتظر أولا نتيجة المرحلة الثانية لأننى لا أتوقع أن تكون نسبة الأحزاب بنفس القدر الذى حصلت عليه فى المرحلة الأولى وأتوقع أن تزيد نسبة المستقلين وألا يبقى ترتيب الكتل الحزبية كما هو والمتوقع أن يتقدم الوفد إلى الأمام ويتراجع أى من الكتلتين الخاصتين بمستقبل وطن والمصريين الأحرار".
يسرى العزباوى، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، استبعد فكرة تشكيل ائتلاف بين أحزاب المصرين الأحرار ومستقبل وطن والوفد والشعب الجمهورى، وأضاف: "مصالح السيد البدوى تختلف عن مصالح نجيب ساويرس عن مصالح الباقين"، كما أشار إلى أن احتمال حصول نفس الأحزاب على كتل مهمة فى المرحلة الثانية أمر غير قائم بحسب تعبيره.
وأضاف: "أتوقع أن تزيد حصة الوفد فى المرحلة الثانية لكن لا أتوقع أن يحصل نفس الأمر بالنسبة لمستقبل وطن والمصريين الأحرار"، مشيرًا إلى أن أحزابًا بعينها سيكون لها تأثير فى تشكيل الحكومة القادمة مثل المصريين الأحرار على وجه التحديد.