تركيا 2015.. خصومات الجوار تقود لصداقات مع الغرب والخليج وإسرائيل

الحق والضلال

شهدت العلاقات الخارجية للجمهورية التركية، خلال العام 2015، تأرجحاً واضحاً، تراوح بين العزلة الإقليمية مع دول الجوار، والأزمة مع روسيا، إلى تقارب لافت مع دول مجلس التعاون الخليجي وحلفائها الغربيين.

وأثمرت جهود السياسة الخارجية التركية، منذ مطلع العام الجاري في تقدم نسبي لدورها الإقليمي، إذ وافق البرلمان التركي على إرسال قوة عسكرية إلى أفغانستان، واستقبلت تركيا الدفعة الرابعة من قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، في شباط/فبراير الماضي، لمساعدتها في دخول عين العرب/كوباني السورية.

كما نفذ الجيش التركي، في كانون الثاني/يناير الماضي، عملية لإنقاذ جندي تركي مختطف في الأراضي السورية؛ وفقاً للإعلام الرسمي التركي، واقتحمت قوات خاصة تركية، في شباط/فبراير الماضي، الأراضي السورية لنقل رفات ضريح سليمان شاه، إثر تهديده من قبل فصائل متشددة في سوريا.

تقارب مع دول الخليج

وساهم توتر علاقات تركيا مع دول الجوار في اتجاهها لاستعادة دفء علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي والإقليمي.

وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عمدت الكويت إلى استكمال ما بدأته السعودية في تعزيز التعاون العسكري مع تركيا.

كما شهد العام 2015 إصدار البرلمان التركي لقرار يسمح بإرسال قوات عسكرية تركية إلى أراضي إمارة قطر، مقابل السماح لقطر بإرسال قواتها إلى الأراضي التركية.

وفي ظل أزمات تركيا الإقليمية؛ شهد ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوربي تقدماً بعد اتفاق بشأن أزمة اللاجئين، تتعهد أنقرة بموجبه بعرقلة تدفق اللاجئين إلى القارة العجوز.

وعقب إعلان تركيا الحرب على جبهتَين، لضرب معاقل حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق، ومواقع “داعش” في سوريا، سمحت تركيا لأمريكا، في تموز/يوليو الماضي، باستخدام واشنطن لقاعدة “إنجرليك” العسكرية الإستراتيجية، في حين أصدر “داعش” فتوى “بهدر دم أردوغان”.

تطويق تركيا إقليمياً

وفي آذار/مارس الماضي، أرسلت تركيا طائرتي شحن عسكريتَين تركيتَين، من طراز C-130، محملتَين بالأسلحة، إلى قاعدة المثنى العسكرية الجوية، التي تقع على مسافة 20 كلم شرق العاصمة العراقية بغداد، كدعم للجيش العراقي، إلا أن صفاء العلاقات شابه الكثير من التوتر عقب أزمة تعزيز أنقرة لقواتها العسكرية قرب الموصل شمال العراق، ما أثار حفيظة الحكومة المركزية العراقية، ولا تزال تبعات الأزمة مستمرة حتى الآن.

وشهد شهر أيلول/سبتمبر الماضي، اختطاف عشرات العمال الأتراك، في بغداد، من قبل مسلحين ملثمين معادين لسياسة أردوغان في المنطقة، ليتم إطلاق سراحهم في وقت لاحق من الشهر ذاته.

وتسببت تصريحات وزير الخارجية التونسي، في آذار/مارس الماضي، التي اتهم فيها أنقرة بتسهيل عبور العناصر المتطرفة إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم “داعش” وغيره من المجموعات المتشددة، بأزمة دبلوماسية بين تركيا وتونس.

كما قصف الجيش الليبي في أيار/مايو الماضي، ناقلة تركية قبالة سواحل طبرق، وخسرت الشركات التركية في ليبيا حوالي 7 مليارات دولار، على خلفية اتهام تركيا بدعم فصائل إسلامية في ليبيا.

واستمرت الحكومة التركية، خلال العام 2015، بمناصبة العداء للسُّلطات المصرية، على خلفية دعم أنقرة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، والرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.

إلا أن الحدث الأبرز خلال العام 2015، والذي ألقى بظلاله الثقيلة على تركيا، كان إسقاطها لمقاتلة روسية؛ قالت إنها اخترقت أجواءها، ما تسبب بأزمة نتج عنها فرض موسكو لعقوبات اقتصادية وتجارية بحق أنقرة، وتشديد الخناق عليها من قبل حلفاء موسكو الإقليميين، انطلاقاً من أرمينيا، إلى سوريا، مروراً بإيران والعراق.

ولم يكد ينتهي العام حتى سارعت أنقرة إلى تنشيط ماكينتها الدبلوماسية لإعادة الدفء إلى علاقاتها مع إسرائيل، كتعويض عن خصومات الجوار.

نقلا عن :ارم نيوز

          
تم نسخ الرابط