شلوت قانوني من شباب الإخوان لعواجيز الجماعة

الحق والضلال
مرت على أزمة انقسام جماعة الإخوان الإرهابية 8 أيام، كانت كفيلة بأن تقضي على تاريخ الجماعة، بمزيد من الانقسام بين العجائز الموجودين في الخارج بقيادة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، والجبهة الأخرى بقيادة محمد منتصر، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، الذي تؤيده لجنة إدارة الأزمة في الداخل."محمود حسين" مفجر الأزمة:في سابقة من نوعها ظهر محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، على قناة الجزيرة القطرية، في أول حوار مباشر له بعد ثورة 30 يونيو، وأعلن أنه مازال في منصبه كأمين عام للجماعة، مؤكدًا أن صفة المنصب لا تنتفى في الجماعة رغم الغياب لسبب أو لآخر، مشيرًا إلى أن خروجه من مصر جاء بطلب من المرشد العام للجماعة، وهو ما فجر موجة غضب داخل أوساط "الإخوان" ليتطور الأمر بعده لما يشبه الصراع الداخلي بين جبهتي الجماعة وسط توقعات بوقوع انقسامات وانشقاقات كبيرة لا تقوى الجماعة على لملمتها.

الإقالات للجميعوبعد إجراء الحوار وضع "حسين" القيادات التاريخية للجماعة في مأزق كبير، وبعد أقل من 24 ساعة، أصدر الدكتور محمد عبد الرحمن، رئيس لجنة الإدارة العليا للأزمة التابع لفريق القيادة التاريخية بالجماعة الإرهابية، قرارًا بعزل المتحدث الإعلامي محمد منتصر، وتجميد عضوية 4 آخرين بدعوى ارتكابه مخالفات إدارية وتسريب أخبار الجماعة، وإجرائه حوارًا مع وكالة الأناضول التركية للأنباء بدون الرجوع لمسئوليه، رغم أنه متحدث إعلامي.وكان اليوم الأسود داخل الجماعة، حيث لم ينته شباب الجماعة من الصدمة الأولى، إلى أن خرج "عبدالرحمن" بقرار جديد، بفصل مسئولي وأعضاء ما يعرف إخوان الداخل من "لجان الطلاب والإعلامية والحراك الثوري"، بدعوى خروجهم عن قيادة الجماعة وعدم التزامهم بتعليمات القيادة العليا للجماعة، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء بعد تحقيقات من جانب لجنة شكلها عزت.ولم ينته اليوم الأول للأزمة حتى خرجت، القيادات التاريخية بقرار تعيين متحدث علامي جديد باسم الجماعة يدعى طلعت فهمي، واستمرارًا لمسلسل الفصل قررت الجماعة تجميد عضوية د.محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الجماعة، بعد تحقيقات بشأن القرارات التي صدرت عنه خلال العام الماضي – حسب البيان-.

الصراع يشتعل:وبعد إعلان "الجماعة" هذا القرار ونهاية اليوم الأول من الأزمة، جاء اليوم الثاني بأول رد فعل لـ محمد منتصر المتحدث الإعلامي، وطلعت فهمي المتحدث الإعلامي الجديد، وتراشق الطرفان على قناة الجزيرة، حيث قال طلعت فهمي، المتحدث الجديد للإخوان: إن الجماعة لا تدار عبر الإعلام أو موقع التواصل الاجتماعي، في إشارة لاستنكار بيان "منتصر" على صفحته دون الرجوع إليهم.وأضاف فهمى خلال مداخلته على الجزيرة، أن قرار تعينه موقع من رئيس اللجنة العليا في مصر والقائم بأعمال لمرشد العام للإخوان محمود عزت.بينما رد محمد منتصر، المتحدث الإعلامي المقال بقوله: إن "هذه القيادات العليا المنتخبة هي من نصبتنى متحدثًا إعلاميًا، ولن أترك منصبى لأنى منتخب"، مضيفًا أن إخوان مصر هم من يديرون الثورة على الأرض. السيطرة على المنابر الإعلامية:ورفض شباب الجماعة قرار محمود عزت، نائب المرشد، وقاموا بالتمرد عليه، معلنين تنصيب محمد منتصر المتحدث الإعلامي الرسمي للجماعة، فيما نجح محمد منتصر في تعزيز موقفه الرافض لقرار إقالته من قبل الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة، وتعيين الدكتور طلعت فهمي، متحدثًا إعلاميًا باسم الجماعة، من خلال نشر البيان الخاص به على موقع "إخوان أون لاين" وصفحته الرسمية دون نشر بيان الإقالة، حيث نشرت بيانه بعنوان "اللجنة الإدارية العليا للجماعة: منتصر متحدثا إعلاميًا وإدارة الجماعة من الداخل"، وهو ما أدى لتفجر الخلاف أكثر.من ناحيته، قام مكتب جماعة الإخوان في الخارج، بتدشين موقع جديد للجماعة بعنوان "إخوان سايت"، بدلا من الموقع القديم للجماعة "إخوان أون لاين" والذي تسيطر عليه "إخوان الداخل" تحت قيادة المكتب الإداري المنوط به إدارة الأزمة و"محمد منتصر" المتحدث الإعلامي المقال.وقال المكتب في بيان له نشره المتحدث الإعلامي الجديد "طلعت فهمي" عن محمد عبد الرحمن مسئول اللجنة الإدارية العليا بالإخوان: إن موقع "إخوان سايت" هو النافذة الرسمية لقيادة الإخوان والمعبر عن بياناتها وما يصدر رسميا عنها، وهو الجهة المعتمدة في هذا الشأن، ولا مانع أن تشكل الهيئات والأفراد من الإخوان منافذ إعلامية تؤدى رسالة دعوية لها، لكن كل ذلك من خلال إطار واحد يربطها ويجمعها وجهه ومرجعية معتمدة".

انقلاب المكاتب الإدارية:ولأول مرة تشتعل أزمة داخل الجماعة الإرهابية في العلن منذ تأسيسها، حيث تزايدت حدة الخلافات داخل الصف الإخواني، بينما تعالت الأصوات الداعية إلى وحدة الجماعة استعدادا لإحياء ذكرى 25 يناير، ومن جانبها أصدرت المكاتب الإدارية للجماعة في عدد من المحافظات المصرية بيانات أكدت فيها أن قواعد الشورى والمؤسسية هي الأطر الحاكمة للتنظيم، ولم يكتف المكتب الإدارى للجماعة في الإسكندرية بدعم منتصر، بل أصدر قرارًا بوقف عضوية فهمى المنتمى تنظيميًا إلى فرع الإسكندرية، وإحالته إلى التحقيق "لمخالفته اللوائح المنظمة للعمل داخل الجماعة". وبعد إعلان مكتب الإسكندرية استمر سيل من البيانات الرافضة للقرار، حيث أعلنت 8 مكاتب إدارية للإخوان، عدم امتثالها للقرارات الأخيرة الصادرة من قبل مجموعة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وهم: القاهرة الكبرى، القاهرة وسط وجنوب، أكتوبر، الجيزة، الفيوم، الإسكندرية، القليوبية، في بيانات صادرة عنها، مؤكدة أنها ترفض قرارات جماعة محمود عزت الخاصة بإقالة مسئول التربية والإعلام والطلبة والمتحدث الإعلامي محمد منتصر."عزت" يخرج عن صمته:وفي أول ظهور له، حذر محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، شباب الجماعة من الاتجاه إلى العنف، وتجاهل الحديث عن الأزمة الحالية داخل الإخوان بعد الاطاحة بالمتحدث الإعلامي للجماعة محمد منتصر، وتعيين طلعت فهمي بدلا منه.وقال عزت في بيان نشره المتحدث الإعلامي الجديد طلعت فهمي: "على الشباب ألا يستدرج إلى العنف، وأن يقدم الابتكارات والمبادرات، نحن جماعة الإخوان نعاهد الجميع على عدم استخدام العنف في التظاهرات القادمة".

مبادرات لحل الأزمة:من جانبها بدأت بعض القيادات في المصارعة، لرأب الصدع بين الجبهات المتصارعة طرحت قيادات إخوانية بنودًا لحلّ أزمة الإخوان التي تتصاعد، فأطلق إبراهيم الزعفراني القيادي الإخواني السابق والدكتور جمال حشمت عضو مجلس الشورى العام، دعوة لكل قيادات الإخوان وقيادات الجماعات الإسلامية في الأقطار العربية والإسلامية، ويوسف القرضاوي عضو ما يسمى باتحاد علماء المسلمين، ويوسف ندا مفوض العلاقات الدولية السابق بالجماعة، وكمال الدين إحسان أغلو عضو التنظيم الدولي، وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية، بالتوسط العاجل بين القيادات الإخوانية المصرية لرأب الصدع الذي حدث بينهم. ولم يصمت "منتصر" كثيرا حتى ظهر مجددا، معلنا تمسكه بمنصبه في الجماعة، مطالبًا جميع قيادات الجماعة، بالتنازل عن الأهواء الشخصية وإعلاء مصلحة الوطن، قائلا: إن بيان اللجنة الإدارية العليا للجماعة يؤكد استمراره في منصبه متحدثًا رسميًا للجماعة. الاستقالات تضرب الصف الإخواني:وبعد مرور أكثر من سبعة أيام، أعلنت 4 قيادات بالجماعة استقالاتهم من عضوية ما يسمى بـ"مكتب إدارة الأزمة بالخارج" المعروف إعلاميا باسم "مكتب الإخوان المصريين بالخارج"، وذلك استعداد لحراك ما اسموه بـثورة اـل25 من يناير من قبل جماعة "الإخوان" والتجهيز للقيام بمظاهرات وأعمال عنف وشغب في جميع أنحاء البلاد.ووقع على بيان الاستقالة، أيمن عبد الغنى أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة المنحل وصهر خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة ومحمد البشلاوى الصادر ضده حكم بالإعدام في قضية أحداث مكتب الإرشاد ومسئول مقر الإخوان بالمقطم، وعبد الحافظ الصاوي، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة، وطاهر عبد المحسن القيادي بالجماعة، ومتوجهين برسالة إلى شباب الجماعة بأنهم يعملوا جاهدين لرأب الصدع من والانشغال للقيام بالمظاهرات وأعمال الشغب .

مسلسل الاستقالات مستمر:وفي تعليقه قال طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق: إن مكتب الإخوان في الداخل، حاول الاستعانة بالشباب وأنصار الجماعة الموجودين في الشارع، للإطاحة بمكتب "العواجيز"، الموجود خارج البلاد، ولكن لم تكتمل الفرصة، موضحًا أن ما يحدث منذ بدء الأزمة هو تخطيط من المخابرات التركية والقطرية، لتحكيم الشباب في الجماعة، واستخدام العنف.وأضاف البشبيشي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن قرار محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، بالإطاحة بـ"محمد منتصر"، المتحدث الإعلامي للجماعة، هو محاولة للتخلص من اللجنة الإدارية بالكامل، بعدما تأكد العواجيز من سعيهم للإطاحة بهم
          
تم نسخ الرابط