خبراء هذه حقيقة مظاهرات إثيوبيا.. وكيف تستفيد مصر منها

تشهد إثيوبيا على مدى الأسابيع الماضية، مظاهرات عنيفة من جانب قبائل الأورومو، ضد قرار تهجير بعض السكان من مناطقهم، من أجل تنفيذ مشروع تطوير العاصمة أديس أبابا، وقد أسفرت هذه المواجهات عن مقتل نحو 77 إثيوبيا.
وقد لاقت هذه التظاهرات أصداء قوية في وسائل الإعلام المصرية، بسبب العلاقة الخاصة بين أديس أبابا والقاهرة، على خلفية التوتر القائم بسبب بناء سد النهضة على مجرى النيل، الأمر الذي تراه مصر أنه يلحق الضرر بحصتها المائية، إضافة إلى شعور المسؤولين المصريين بأن الجانب الإثيوبي يماطل في المفاوضات، من أجل كسب الوقت لبناء السد.
تناول متهور
يقول مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وخبير الشؤون الإفريقية، هاني رسلان، إن تعامل الإعلام المصري مع التظاهرات الإثيوبية "تعامل فج بعيد عن المهنية"، بنى في أساسه على عدم توخي الدقة في نقل الأخبار، والإيحاء بالسعادة المصرية لهذه التظاهرات، وأنها ربما تصب في صالح مصر.
ويضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أيمن شبانة، إن التعامل الإعلامي المصري مع القضية لم يكن على قدر المسؤولية، وتم تحميل الأحداث هناك أكبر بكثير مما تحتمل، معلقا على أنباء رفع علم مصر في هذه التظاهرات، بالقول إن الواقعة إن صح حدوثها، فهي تشير إلى التيمن بالثورة المصرية ليس أكثر من ذلك.
العلاقة بسد النهضة
وحول العلاقة بسد النهضة، أكد شبانة أن المظاهرات لا علاقة لها على الإطلاق بسد النهضة، أو دعم مصر، مؤكدا أنه لا يوجد أي شعب في العالم يتظاهر ويموت من أجل مصلحة شعب أو دولة أخرى.
ويضيف الدكتور رسلان أن مظاهرات الأورومو ترجع إلى قضايا داخلية، ولا علاقة لها البتة بقضية بناء سد النهضة، مشيرا إلى أن معارضة القبائل للمشروع في بدايته يعود لأسباب داخلية، ولا علاقة لمصر بهذا الأمر.
وأوضح شبانه وعسكر أن الأورميون عارضوا المشروع في بدايته، لأنهم يرونه استنفاذا لثروات ومدخلات الدولة في مشروع لن يعود بالنفع عليهم، وهم يمثلون ما يقرب من نصف عدد السكان، بل يعود بالنفع على الحكومة التي تتشكل في الأقلية، وهذا هو السبب الرئيسي في معارضة المشروع، إضافة إلى مخاوف بني شنقول من غرق أراضيهم، في حال إتمام بناء المشروع.
كيف تستغل مصر المظاهرات
وحول ما إذا كانت المظاهرات تصب في المصلحة المصرية، نفى الدكتور هاني رسلان ذلك، فيما أشار الدكتور أيمن شبانة إلى أن مصر يمكنها الاستفادة من تلك المظاهرات من خلال توصيل صوت الأورمو إلى الخارج، والمساعدة في الكشف عن معاناتهم.
وأوضح شبانه أن القروض التي تحصل عليها إثيوبيا من المجتمع الدولي مرتبطة بموافقة ومدى رضا الشعب عن المشروعات التي تنفق فيها هذه القروض، وسد النهضة جزء منها، مؤكدا أنه لو تم استغلال هذه المظاهرات عن طريق دفع وسائل إعلام خارجية للكتابة عن ما يتعرض له الأورميون، فهذا من شأنه التأثير على حجم ونوعية القروض التي تستخدم في بناء السد.