
وأنفقت مدينة شيكاغو الأمريكية مبلغ يقدر بـ 3.1 مليار دولار من أجل بناء خزانات كبيرة للمياه تحت المدينة للحفاظ على المياه، ولعدم وجود مصارف في البحار أو مناطق لصرف المياه داخل الولاية. وتعتبر ماليزيا من الدول التي تغلبت على مشكلة السيول بطريقة مبتكرة، حيث أنشأت النفق الذكي الذي ساهم في حل مشكلة مرورية كبيرة في كوالالمبور، ويتم غلقه أمام السيارات وتحويله إلى مصرف كبير لمياه الأمطار إلى خارج المدينة، وبذلك حل مشكلتين ضخمتين في الوقت ذاته.

ونجحت السعودية في القضاء على كثير من أضرار السيول التي تضربها كل عام، ببناء مجموعة كبيرة من مجاري السيول، عبارة عن أنفاق ضخمة تستوعب مياه السيول الجارفة وتلقي بها في الصحراء الواسعة.

وتمتلك الكثير من الدول الأوروبية، مثل "السويد وفرنسا"، مجاري كبيرة لتجميع المياه أسفل الطرق، ويتم تركيزها في مجمعات كبيرة ويتم ضخها لمركز خارج المدينة للتخزين، لأن مياه الأمطار هي مياه نظيفة ويمكن بعد تنقيتها إعادة توزيعها للسكان كمياه شرب نظيفة ومعقمة. أما في مصر، فالمدن التي تمتلك بالوعات صرف للأمطار لا تستفيد منها، فهي تظل مفتوحة طول العام دون صيانة، ما يؤدى إلى امتلائها بالأتربة والقمامة، فلا تؤدي الغرض المطلوب منها وقت الأمطار الشديدة، وهذا ما حدث في المصارف القليلة بمدينة الإسكندرية، حيث وجد أن أغلبها مغلق بالحجارة. وتظل المشكلة الأكبر في مواجهة الكوارث داخل دولة مثل مصر، هي الهروب من المسئولية، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا، فالمسئول عن مواجهة مشكلة تصريف مياه الأمطار غير محدد هل هي الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أم وزارة التنمية المحلية أم المحليات، فالكل يلقي بكرة اللهب في ملعب الآخر.