نشبت معركة داخل التحالف الذى تتزعمه جماعة الإخوان، بعدما أعلنت قيادات بالجماعة ما أسمته الاصطفاف مع قوى ليبرالية معارضة، وهو ما دفع حركات وقيادات اسلامية متحالفة مع الإخوان إلى مهاجمة الجماعة بل ووصفها بالجماعة الخائنة.
الخلاف حول وثيقة العشرة
البداية جاءت عندما شن قطب العربى، القيادى الإخوانى، هجوما على حلفاء الجماعة الذين رفضوا وثيقة محمد محسوب وأيمن نور، وما أسماه الاصطفاف مع قوى سياسية، وقال إن هذا الاصطفاف وسيلة وليس غاية.
وذكر العربى فى مقال له على أحد المواقع الإخوانية أن هناك هجوما غير مبرر على ما وصفوه بوثيقة العشرة، وهى ورقة أولية لم تكتمل، وكان للعديد من الأطراف ملاحظات عليها، وكان مفترضا بأصحاب هذه المبادرة أن يناقشوا تلك التحفظات، ولكن تسريب
وتابع: "الغريب أن بعض من عارضوا فكرة الاصطفاف الثورى بدعوى أنه "لن يؤمن لك من قومك إلا من قد آمن"، يطرحون فى الوقت ذاته فكرة الاصطفاف خلف البرادعى، بحجة أنه صاحب ثقل دولى مهم، كما أن الغريب أن بعض قيادات الإخوان الذين رفضوا الوثيقة هم من وقف وراء وثيقة بروكسل وبيان القاهرة من قبل، رغم أنهما يتشابهان إلى حد كبير مع هذه الورقة الأولية التى كانت مماطلة أصحابها فى إنهاء مناقشاتها والتعامل بجدية مع الملاحظات عليها سببا فى الهجوم عليها ووأدها فى مهدها.
ممدوح إسماعيل يتساءل: هل الاصطفاف قابل للتحقيق؟
فيما رد عليه ممدوح إسماعيل، محامى الجماعات الإسلامية، وأحد حلفاء الإخوان فى تركيا قائلا: "صديق يقول لى إن العشرة المبشرين بالوثيقة يضعون المعارضين لهم فى قائمة سوداء، قلت له مستحيل أن أتخيل ذلك خاصة وفيهم سيف عبد الفتاح وطارق الزمر".
وتابع فى بيان عبر صفحته على "فيس بوك": "وجدت مقالا لقطب العربى عن الاصطفاف وذكر فيه اسماء المجموعة التى تتبنى وثيقة العشرة ومنهم اثنين من قيادات الإخوان
واستطرد: "تتوالى المقالات والتسليط الاعلامى لولادة ما يسمى الاصطفاف بأى طريقة حتى ولو غير شرعية، ويهمنى التأكيد على أننى مع الاصطفاف كفكرة وعمل لكن الاشكالية كيف؟ ثم من يعمل فى العمل العام يعلم استحالة الاصطفاف كما يحبون".
وتابع: "أتوقف مع وجود 3 أسماء معروف بانتمائها الإسلامى الأخ العزيز طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية أى الجماعة الإسلامية ثم اثنين من الإخوان عمرو دراج ويحيى حامد وقد تولى الاثنان وزارة 45 يوما ورغم علمى بوجود معارضة من الإخوان على الوثيقة إلا أنه لم يصدر بيان رسمى من الجماعة فيعتبر ضمنيا أن الإخوان
من جانبه اعترف عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بهذا الانقسام قائلا: "معركة حامية بين الداعين للاصطفاف والداعين للانتقاء، الأمر أبسط من ذلك كثيراً، هناك خيار ثالث يريح الجميع، افعل ما تراه صوابا، وأمسك عليك لسانك".