شكلت الكرازة ولازالت تشكل أحد الاهتمامات الرئيسية للكنيسة منذ نشأئها وحتى اليوم، فكانت حياة التعليم وحياة الشهادة سواء بالكلمة أو بالدم ضمن الملامح التى ميزت الحياة الكنسية فى الكنيسة الأولى وذلك إلى جانب حياة الخدمة وحياة الشركة وحياة الصلاة الليتورجية .
كما كانت هذه الملامح هى سبب قوة وانتشار الكنيسة
ولاشك أن الكنيسة القبطية لم يغب عنها إحساسها بالمسئولية تجاه خدمة الكرازة، رغم كل الظروف. لأنها تدرك أن الكرازة ليست احتياج مؤقت فى حياة الكنيسة، بل هى مسئولية متجددة، نحو توصيل رسالة الخلاص إلى كل إنسان، فى كل مكان
في بداية تاريخ الكنيسة وأيام الرسل، لم يفكَّر خُدَّام المسيح أن الكرازة قاصرة على أشخاص معيَّنين أو كانت تقدم في مبنى معين، أو وقت معين؛ بل حينما وحيثما تتاح الفرصة لهم، كانوا، بقلوب ملتهبة بالمحبة للرب وللنفوس، يقدِّمون بشارة الانجيل مهما كلفهم الأمر.
كانت الكرازة أسلوب حياة، هكذا كانت وهكذا قصد الرب أن تكون في كل تاريخ الكنيسة. هل ما زلت تقول: أنا لا أمتلك موهبة الكرازة أو لست خبيرًا بطرق الكرازة؟ قال أحدهم “الإنسان يبحث عن طرق للكرازة، لكن الله يبحث عن إنسان يريد أن يكرز”. وهي ليست مهمة المتفرغين للخدمة فقط، بل لكل مؤمن مأسور بمحبة المسيح ويقدِّر قيمة النفوس التي مات المسيح من أجلهم.
القس يوساب عزت
كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية