في مطلع الثمانينيات أصبحت حركة سليل الأسرة الأباظية بطيئة، وبعد فترة صعبة مع المتابعة مع الأطباء، أصبح رشدي أسيرًا لغرفة الإنعاش في مستشفى
حاولت الصحف التوصل إلى كل تفصيلة ترتبط بمرض رشدي أباظة، وفي القلب من تلك المحاولات ما نشرته جريدة أخبار اليوم عام 1980 عن الأيام الأخيرة
أين أختي منيرة؟
ما إن انتهى رشدي أباظة من كوب الماء أدار وجهه ليجد شقيقته رجاء في الجهة الأخرى والفرحة تسيطر على وجهها لإفاقة شقيقها فابتسم في وجهها ثم طلب عصير أناناس قبل أن يسأل مرة ثانية عن شقيقته منيرة التي وصلت من بيروت لتكون بجواره.
كانت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد حينما رأوا رشدي أباظة
وعندما سارعت شقيقته منيرة إليه لزيارته نصحها بعدم السفر
أما التقارير الطبية بمستشفى العجوزة فكانت ترجع سبب عودة الغيبوبة لرشدي أباظة مرة أخرى إلى الورم المنتشر داخل خلايا المخ، والتي أخذت تضغط على مراكز التنبيه مما أدى أيضا على عدم انتظام دقات القلب والتنفس، وهو ما يفسر تغذيته لأيام بالمحاليل عن طريق أنبوبة المعدة مع استمرار تعاطيه الأدوية
صراع مع المرض
لا يزال رشدي أباظة على فراش المرض لكنه وبإصرار وتمسك شديدين يتمسك بالحياة؛ حيث كان أكثر وعيا ويقظة ولم تكن غيبوبته تستمر إلا لفترات قصيرة يعود بعدها إلى وعيه وكانت طبيبته نازلي جاد المولي تتولى تغذيته عن طريق خراطيم طبية
وعندما أمسك شقيقه فكري أباظة بذراعيه حتى تتمكن الطبيبة من إدخال الخراطيم في الأنف صاح رشدي فيه و شتمه بأسلوبه المرح المعروف الذي يشتم به أصدقاءه فلا يغضبون .
هكذا كان رشدي أباظة في غرفة الإنعاش محافظا على ابتسامته التي أعطت المحيطين به حالة اطمئنان، خاصة شقيقه فكري الذي كان بجواره في المستشفى لمدة 12 يوما وكان رشدي قد استأصل ورما في المخ في مستشفى ميدل 6 بلندن، والتي حققت نجاحا أكيدا وعاد بعدها رشدي إلى مصر وقد تخلص
أما الأطباء الإنجليز فقد أرسلوا تقريرا سريا إلى القاهرة أكدوا فيه أنهم لم يفعلوا شيئا بشأن الأورام التي اقتحمت الرئتين فأصاب الفنان الكبير بحالة من الانهيار وأن هذا التقرير قد تسرب إليه عن عمد من أحد أفراد الأسرة المقربيين ثم دخل رشدي مستشفي العجوزة.
كانت عزة نفسه تجعله دائمًا راغب في ألا يعرف أحد بذلك وأعلن لكل أصدقائه والعاملين معه أنه ذاهب إلى العزبة مع شقيقه فكري يومين أو ثلاثة، ما جعله يختار دخول المستشفى في الرابعة صباحا ومن بابها الخلفي حتى لا يدري به أحد.
رشدي أباظة أو روبرت تيلور مصر كان يحتفل بعيد ميلاده الثالث والخمسين وكان يعد له المخرج سعد عرفة فيلمه الجديد العاشقان الذي كان بطولته أمام نادية لطفي.
ولعل الظهور الأول لرشدي أباظة في السينما عام 1947، وقدمه المخرج كمال بركات أمام فاتن حمامة في المليونيرة الصغيرة بأجر قيمته 150 جنيها وبعد عامين كاملين اختاره يوسف وهبي لدور صغير في رجل لا ينام ثم أعاد كمال الشناوي اكتشافه في فيلم مؤامرة ومنه شق طريقه نحو النجومية.
قدم رشدي أباظة عشرات الأدوار اللامعة في عشرات الأفلام المصرية الناجحة ومثل مصر في عدد كبير من المهرجانات السينمائية في الخارج وحصل على عدد ضخم من الجوائز وقام بدور البديل للفنان العالمي روبرت تيلور في فيلم وادي الملوك صلوا معي من أجل فنان السينما المصرية العظيم.
رشدي أباظة مولود في 3 أغسطس عام 1926 وهو ممثل مصري من الأسرة الأباظية المصرية المعروفة والشائع عنها أنها ذات أصول شركسية، وأمه من أصول إيطالية، وقد اكتسبت عائلة أباظة هذا اللقب من جنسية أمهم زوجة الشيخ العايد التي كانت من إقليم أباظيا. وتوفي الدنجوان رشدى أباظة في 27 يوليو من عام 1980.
نقلا عن اخبار اليوم