تشتهر كنيسة البازيليك بأكثر من اسم منها كنيسة البارون نسبة لمؤسسها البارون امبان وكنيسة البازيليك وكلمة بازيليك هي كلمة من اصل يوناني تعنى ملكي الحكمة وكانت تطلق عند اليونان على القصور الملكية، وكان مبنى البازيليك هو مركز للعدالة أو الحكمة، بعد ذلك شيدت الكنائس في أوروبا بنفس الشكل فكانت تسمى بازيليك، أما في الوقت الحاضر فلا تطلق إلا على الكنائس التي لها أهمية تاريخية كبرى، أما اسمها الذى أطلقه عليها البارون فكان نوتردام دي تونجر بالبلجيكية أو كنيسة العذراء مريم.

تاريخ الإنشاء :

يقول الباحث ناجح سليمان انه عام 1904 بدأ البارون امبان مشروعه بشراء 2500 هكتار في الصحراء، شرق القاهرة، ثم امتد عام 1906 إلى 8000 هكتار (ما يقارب 25 كيلو متر مربع). وبدأ في تنفيذ مخططه في إنشاء مدينته الجديدة، والتي أراد لها ان يكون بها جميع مرافق البنية التحتية اللازمة من كهرباء ومياة وفنادق، بالإضافة إلى ملاعب الجولف ومضامير سباق الخيول والمنتجعات الراقية، حتى بدأت الحياة تدب في المكان رويدًا رويدًا.

و كان البارون امبان من عائلة مسيحية تقية، وبالقرب من منزل العائلة بمقاطعة بلوئيل كان هناك صورة للعذراء مريم، تسمى سيدة الطونجر، وأراد البارون امبان تحقيق هذا المشهد الروحي على أرض أحلامه لذا اختار موقع لبناء كنيسة باسم السيدة العذراء في قلب مدينته الناشئة وعلى مفترق الطرق الرئيسية بها، وقد عهد إلى المهندس ألكسندر مارسيل بوضع خرائط الكنيسة، ثم قام بوضع حجر الأساس في نوفمبر 1910.

والمهندس الذى اشرف على بناء الكنيسة هو ألكسندر اوغست مارسيل وهو مهندس معماري فرنسي من أهم أعماله قصر البارون والقاعة الكبرى لفندق هيليوبوليس في القاهرة، قصر مهراجا كابورتالا في الهند، البرج الياباني وكشك الجناح الصيني في حديقة قلعة لايكين ببروكسل.

والكنيسة مبنية على الطراز البيزنطي وقريبة الشبه من الداخل والخارج بكنيسة سانت صوفيا باسطنبول، حيث أنها

نموذج مصغر بنسبة الربع عن كنيسة سانت صوفيا.

وعند مدخل الكنيسة توجد اللوحة الرخامية الموضوعة في الواجهة الأساسية لمدخل البازيليك وتحمل اللوحة اسم الكنيسة بازيليك السيدة العذراء للاتين.

وواجهة الكنيسة عمل فني بذاته متمثلا فى عظمة الطراز البيزنطي في الأعمدة الرخامية والأقواس المزخرفة إلى جانب أدراج الجرانيت عند المدخل. كذلك تعكس الشبكة الحديدية البلجيكية التي تم تركيبها عام 1929 قوة المبنى، والحرص على السلامة.

في البهو الخارجي للكنيسة يرحب بك قديسان عظيمان، الأول القديس يوحنا دون بوسكو من ناحية اليمين، ويقابله على الجانب الأيسر تمثال القديس الفرير دي لا سال. وفي الوسط منهما يقع الباب الرئيسي للكنيسة حيث مجسم فني للرب يسوع يقرع الباب، وللكنيسة خمسة أبواب، ثلاث عند المدخل، واثنين بجانبي الكنيسة. الأبواب جميعها من الخشب ومتساوية الحجم، تشبه في تصميمها أبواب القصور أو القلاع الحربية، حيث تحيط أطرافها دوائر خشبية بارزة أشبه براس المسمار الحديدي.

عندما ترفع بصرك إلى نهاية القبة نصف الدائرية، أعلى المذبح الرئيسي، تتأمل أيقونة السيدة العذراء والدة الاله تفتح ذراعيها المباركين، ويحيط بالسيدة العذراء ملاكين في خشوع. فيما تصور الأيقونة الطفل يسوع في حشى البتول رافعًا يده المقدسة بالبركة، وفي يده الأخرى ورقة مطوية.

ودفن البارون إمبان في مصر فى كنيسة البازيليك في 17 فبراير 1930 بناء على وصيته كما دفن بها ابنه جون امبان و الغطاء الرخامي للقبو يحمل شارة البارون امبان وبعدها وفاة البارون كانت الكنيسة ضمن ميراث ابنه الثاني لويس، وتبرعت بها أسرة لويس بعد ذلك للكنيسة الكاثوليكية بمصر.