إسعاد يونس تتحدث عن السوشيال ميديا من خلال برنامج “زمبؤلك كده” المذاع على الراديو 9090 FM
خاص لموقع الحق والضلال
فى خروجة حلوة كده مع مجموعة من عائلات لطيفة, ستات ورجالة وعيالهم وأحفادهم, وكطبيعة النوع ده من الخروجات, شوية كده والستات اتلموا على بعض, وهات يا أكل في ودان بعض, والرجالة اتلموا على بعض, وهات يا قفش وهزار وصوت عالي, والعيال اتلموا على بعض, وهات يا لعب.
أسيبلك نميمة الستات حبة كده وابص حواليا أتابع مجريات الأمور ألتقيلك الحتة ياخويا اللي فيها العيال مش طالع منها صوت.
اتربينا على إن لما العيال يتلموا على بعض ومايطلّعوش صوت؟ يبقى هيطلّعوا ريحة, آه والنبى زمبؤلك كده.
لأ لأ, مخكوا مايروحش بعيد, مش الريحه اللي بالكوا فيها, دي هيبقى فيه مصيبه يعني, يعني يا هنلاقي حريقة, يا هنلاقي أجزاء بشرية بتتحدّف علينا, يا هيلعبوا البخت في عيون بعض.
المهم, قلبي كلني عالعيال, وقلت قومي يا بت بصي شوفي بيعملوا إيه, أبصلك عليهم, ألاقيهملك قاعدين ساكتين!.
يوه! تسع عيال مابين أطفال ومراهقين ونص نص قاعدين دايرة في قلب الجنينة مابيبصوش لبعض حتى! كل واحد مطلّع تليفون أو تاتش سكرين أيًا كان مسمّاها, ودابب عينه فيها ولا حاسس باللي حواليه, ولا حاسين باللي قاعدين معاهم, أنده عليهم ماحدّش عبّرني, يوه! واد يا اسمك إيه يا ابن نوال, انتي يا بت يا بنت منى, مالكوا يا عيال ما تعبّروني؟ انتوا إيه؟ اصنجيتوا ولا إيه؟!.
أخيرًا عيّل مفعوص رفع عينه من عالبتاع اللى معاه وقال لى: سورى يا طنط, أصلى بانزّل لعبه جديده.
لعبة إيه يا عيال؟!ما انتوا مع بعض, ماتلعبوا كوره سوا ولّا باسكيت بول.
ردت بت تانيه بعد ما شالت عينها بالعافية من عالتليفون: لا يا طنط, أصل أنا ما بحبش الفيزيكال جيمز.
هار ازرق! العيال مش واصلهم إن فيه أصلًا لعب غير اللعب الديجيتال بتاعهم ده, الغيال قاعدين سوا في الشمس والهوا وعالنجيلة وفكرتهم عن اللعب هي اللعب أون لاين أو أبليكيشنز اللعب أو الهري والفرجه عالسوشيال ميديا.
يا نهار ازرق! آه والنبي زمبؤلك كده!.
ده أنا باقول لهم العبوا كوره ولّا باسكيت, أومال لو قلتلهم قوموا العبوا مسّاكة الانجليز ولّا شد الكُبس ولّا الأولى! يا نهار احوس!
ده كانوا اعتبروني من الحفريات المجنحة!.
إمتى سيبنا عيالنا يفقدوا روحهم ويتمسخوا كده؟! ليه سلمناهم تسليم أهالي للسوشيال ميديا والأبليكيشنز؟ ليه استنينا لحد ما علاقتهم مع الشاشات بقت أقوى وأوضح من علاقتهم بالبشر والعيال في سنهم وبأهاليهم أصلًا؟.
طب احنا عالأقل عشنالنا سنين حلوة, لا كان فيها شاشات ولا سوشيال ميديا أصلًا, التليفزيون نفسه كان عَجَبَه؟ واختياراته محدودة جدًا ما بين 3 قنوات بالكتير, أوم لعبنا ووقعنا في الطين, وسوقنا عَجَل ونطينا الحبل, وخربشنا بعض وشدينا شعور بعض, واتصالحنا وغنينا وشوطنا طوب وجلطنا رُكَبنا, وسرّحنا العرايس وقصينالهم شعرهم زلبطه, وعملنا اللي نفسنا فيه واحنا في سنهم.
ومع ذلك بنقول الميديا بتاخدنا وبتبعدنا عن الواقع, وقلقانين على نفسنا رغم رصيد التعايش الضخم اللي بيننا.
أومال الجيل اللي طالع متربي على انعدام التواصل البشري والمباشر من أساسه ده, هيكبروا يبقوا إيه؟!.
علب تلاجه محطوطين جنب بعض؟ لا ليهم علاقة ببعض ولا فارقين مع بعض أصلًا, ولا حاسين ببعض؟.
يتملوا جبنه زي ما يتملوا صلصة؟ أدوات استقبال بس؟ اللي تديهولهم السوشيال ميديا يتملوا بيه والسلام؟!.
آه والنبي زمبؤلك كده!.
لكل أب وكل أم شايفين إن أسهل طريقة للتخلص من زن العيال هو حدفهم جوه الشاشات التاتش, ولهيهم في أي أبليكيشن يحطوا فيها عيونهم بالساعات, انتم ببساطة بتسحبوا من عيالكم سنين طفولتهم, وبتسحبوا من أرواحهم لمعتها, ومن عينيهم شغفهم بالدنيا اللي بجد مش الدنيا الباردة اللي بتتحرك قدامهم عالشاشات…فوقوا.