سر ضحكة سمر

نقلا عن استاذ سامح فايز

سمر طفلة يتيمة الأب والأم من يوم ما اتولدت، في شهورها الأولى الدكاترة فى وزارة الصحة أتعاملوا معاها على إن موتها مسألة وقت بسبب مرض شديد فى القلب، مسئولة الأيتام في جمعية رسالة اللي تسلمتها من الوزارة بتحكي عن سمر إنهم حاولوا منعها من استلامها لأن موتها من وجهة نظرهم حاجة حتمية والأولى تاخد طفل غيرها، لكنها بتحكي إن كان فى شئ غريب بيدفعها تجاه سمر.
سمر فى أول سنة من عمرها أجرت أول جراحة فى القلب فى عامها الـ 3 أجرت تاني جراحة في عامها التاسع أجرت تالت جراحة في مستشفى الدكتور مجدي يعقوب، تاني يوم للجراحة سمر جالها جلطة نتج عنها تسمم كامل فى الدم، الكل قال خلاص سمر هتموت، بس سمر عاشت، لكن اضطروا لبتر أطرافها، الطبيب المسئول قال إن الأمل الوحيد لتجنب البتر هو إنهم ينقلوا ليها دم من والدتها! اللى مكنتش موجودة للأسف.
لما سألت سمر عن سر ضحكتها اللى مش بتفارقها قالت:"ربنا عايز كده"، وقالت إن جزء منها سبقها للجنة.
قابلت سمر فى رحلتي اللى زورت فيها مستشفيات ومراكز صحية فى قرى الصعيد عشان كتاب رحلة يوسف، شوفتها فى مؤسسة مجدي يعقوب ولفت انتباهي ضحكتها اللى مش بتفارقها أبدا للأسف معرفش ايه اللى حصل شغلني عنها ورجعت القاهرة من غير ما أعرف قصتها. لكن الصدفة وحدها كانت سبب فى إنى أوصل لمكان سمر فى القاهرة عن طريق كفيل سمر المحامى ورغم إنى كنت انتهيت من الكتاب لكن عملت تعديلات فى اللحظات الأخيرة عشان أضيف فصل أحكي فيه حكاية سمر وبسببها قررت إن نص أرباح المؤلف من الكتاب تروح لمؤسسة مجدي يعقوب والسبب مش مجرد إنهم عالجو سمر من غير واسطة ولا محسوبية ولا انت بنت مين فى مصر وما بصوش لإنها نزيلة دار أيتام. لكن الإنسانية فى المؤسسة دى وصلت لدرجة إنهم قرروا يركبوا طرف صناعي لسمر على حساب المستشفى سمر سافرت انجلترا بعد رمضان اللى فات وعملت عملية كلفت 2 مليون جنيه دفعتهم مؤسسة مجدي يعقوب بالكامل . والصورة دى لسمر في لندن وهى بتشوف أطراف إيديها سليمة لأول مره بعد عملية البتر.
سمر موجودة فى دار الأيتام اللى فى فرع مؤسسة رسالة فى الدقي فى شارع مصدق وعرفت النهاردة انها نجحت فى المدرسة بتفوق وهو دا سر ضحكة سمر