مليون جنيه لمن يجد عطاالله

الحق والضلال

مليون جنيه لمن يجد عطاالله

الأم ترصد مبلغ المكافأة بعد فشل الجميع في العثور علي الابن المختفي منذ 2012
• سر جلوس الأم يوميا أمام مدرسة ابنها الغائب وحكاية المكالمات الغامضة التي تتلقاها

أربعة رؤساء مباحث خمسة مفتشين وأربعة رؤساء قطاع مروا علي قسم شرطة ثاني 6 أكتوبر منذ 2012 حتى الآن، ومازال عطا الله الشاب المراهق منذ وقتها مختفي دون أن ينجح أحد من الضباط المسئولين عن كشف غموض اختفائه، لكن تظل المهتمة الوحيدة بأمره هي أمه التي لم يفقد قلبها لحظة الأمل في العثور عليه، عملت كضابط شرطة تبحث عنه في كل مكان، لدرجة أنها رصدت مكافأة مليون جنيه لمن يعثر على فلذة كبدها.
حكاية الشاب المختفي في ظروف غامضة نحكيها في السطور المقبلة، وما هو سر المكالمتين الغامضتين التي تلقتهما الأم.

عطا الله شاب مراهق، يعيش مع أسرته في الحي الثاني عشر بمدينة 6 أكتوبر، حضر بصحبة والدته لاستكمال دراسته في مصر فأغلب أفراد عائلته تعيش في الخارج، لكن وقت الدراسة يأتون للإقامة في مصر، وقتها كانت الأوضاع في مصر مقلقة بعد أحداث 25 يناير، وما تبعها من انفلات أمني وعدم استقرار في الأوضاع، كانوا يستطيعون أن يتركوا البلاد ويرحلون، لكن حبهم لبلدهم جعلهم يستمرون في دراستهم، فعطا الله هو الأخ الأصغر لسبعة أشقاء، وكان وقتها قد انتهى من دراسته الإعدادية في إحدى المدارس الخاصة بالقرب من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر .

اختفاء غامض

كانت علاقاته الاجتماعية محدودة، يمتلك بضع أصدقاء يعدهم على أصابع اليد الواحدة، السبب تنقله بين القاهرة وإحدى الدول العربية باستمرار حيث مقر عمل والده، كان يعيش حياة سعيدة مع أسرته حتى يوم 2 إبريل 2012، خرج عطا الله في ذلك اليوم ليشتري أشياء كما أخبر والدته، لكنه لم يعد بعدها أبدًا، قلقت والدته عندما انتصف الليل، إتصلت بكل معارفها ومعارفه، لم تكن هناك نتيجة، وكان الحل بعد أن يئست من عودته هو الذهاب للشرطة لإبلاغهم باختفاء ابنها، ولأن الوضع وقتها كان يشهد انفلات أمني، تاه بلاغها وسط بلاغات اختفاء كثيرة أخرى.
ووسط ليالي البحث القاسية على قلب الأم، تفاجأت باتصال هاتفي من مجهول يخبرها بضرورة الحصول على مبلغ 200 ألف جنيه لإعادة صغيرها، لم تناقش الأم طالب الفدية ووافقت فورًا، لكنها وضعت شرط أن تسمع صوت ابنها لتطمئن عليه، فلم يجبها صاحب الاتصال وأغلق الهاتف نهائيا، وعندما أبلغت بما حدث لم يهتم أحد كالعادة، ووسط كل هذا علمت الأم أن صديق لإبنها أختفى في نفس التوقيت تقريبا ثم عاد فجأة، ذهبت إليه لتعرف مصير ابنها، لكنه تهرب منها ولم تستطع أن تعرف شيء منه، فشكت الأم أن ذلك الصديق يعرف شيئًا، أبلغت الشرطة عن ذلك، وكالعادة لم يتحرك أحد لسؤاله حتى، وتمر الأيام، والأم محطمة المشاعر، وقلبها يعتصر ألمًا من بعد ابنها عنها، روحها تكاد ينتزعها الخوف والرعب على مصير غامض على أغلى الناس، ثم جاءها اتصال أخر لم تميز منه إلا صوت ابنها المختفي، قال "ألو ياماما ، ثم انتهت المكالمة، وأغلق الهاتف أيضًا للأبد.

إتصال جديد

مرت أربع سنوات، وبالتحديد في منتصف 2016، كانت الأم مازالت تبحث عن ابنها حتى مرضت ودخلت لإحدى المستشفيات الخاصة، لتتفاجأ بإتصال غريب من سيدة تخبرها بأن ابنها متواجد بالقرب منها ويريد أن يعود إليها لكنه لايستطيع، وطلبت منها أن تستمر في البحث عنه في مدينة 6 أكتوبر، ثم أغلقت الهاتف أيضًا ولم تستطع التواصل مع هذه السيدة مرة أخري.
مازالت الأم المسكينة تبحث عن صغيرها حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تفقد الأمل لحظة في عودته، حياتها متوقفة عند هذا الأمل، ومهما مرت السنين بقسوتها لاتزيدها إلا ثقة في ضمه مرة أخرى إلى أحضانها، لتشفي وجع قلبها، وضيق صدرها، حاولنا فهم ما يجري لهذه الأم المسكينة، ذهبنا إليها في منزلها حيث مقرعمليات بحثها عن الشاب عطاالله

سريره في انتظاره

قالت الست أم عطاالله إنها لن تفقد الأمل في أن تعثر على ابنها، وتطلب من الشرطة أن تساعدها، هي تريد أن يرتاح بالها ويتم الإجابة على سؤالها هل مازال ابنها على قيد الحياة أم أصابه مكروه، وطالما لم تعرف الإجابة ستستمر في البحث طالما يدخل نفس صدرها ويخرج، وحتى إن لم يهتم أحد بعطاالله، فهى تهتم، تهتم حتى بتنظيف غرفته يوميًا لربما يعود فجأة فيجد سريره جاهزًا لينام عليه ويرتاح.
قالت وهى تنظر لآخر ذكرى منه وهي صورته الأخيرة التي تصورها قبل أيام قليلة من اختفائه " إنها تشعر أن ابنها مازال موجود في 6 أكتوبر سواء بالخير أو بالشر لذلك لن تترك المدينة مهما حدث وستستمر تقيم في نفس المكان ولن تغير رقم هاتفها المحمول حتى يعود ابنها مهما مر من وقت فلن يدخل اليأس إلى قلبها فهو أصغر ابنائها
حتى إنها قد قررت تخصيص مكافأة مالية قدرها مليون جنيه لمن يستطيع أن يدلها عن مكان فلذة كبدها في نفس الوقت الذي تنتظر تحرك رجال الشرطة لكي يساعدوها حتى ترتاح فهى أم مكلومة حزينة على غياب ابنها فهل سترتاح يوما ما وتجد الإجابة على سؤالها .


مصدر الخبر: أخبارالحوادث
          
تم نسخ الرابط