سر التقارب الأمريكى الإسرائيلى


سر التقارب الأمريكى الإسرائيلى

علاقة "برومانس" وليدة، نشأت بين وزير خارجية أمريكا الجديد مايك بومبيو ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بعد تصريحات الأول الرافضة والمعادية لإيران ومشروعها النووي، لذا أغدقه الزعيم الإسرائيلي بالثناء، ووصف "بومبيو" بأنه صديق حقيقي لإسرائيل، صديق حقيقي للشعب اليهودي.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية "بومبيو" الذي صرح بأن إسرائيل لها مكانة خاصة ومميزة في قلبه، هو نسمة الهواء النقي لإسرائيل، وأخيرًا يمكن لـ"نتنياهو" أن يشعر بالثقة في أن الأصوات التي تهمس في أذن الرئيس الأمريكي هي أصوات من المساعدين الصقور الذين يرون العالم كما يراه هو.

وأشارت الصحيفة إلى أن لغة الجسد بين الزعيمين أظهرت التوافق الواضح بينهما واصفة العلاقة أنها "برومانس" أو ما يعني علاقة عاطفية بلا جنس بين رجلين.

اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أثناء أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ أن أقر ترشحه مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إيران بالتصرف بشكل أسوأ مما كانت عليه سابقًا عندما وقعت الاتفاق النووي لعام 2015 الذي هدد الرئيس دنالد ترامب مرارًا بالخروج منه، وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فقد ردد "بومبيو"، وهو من أشرس المعارضين للاتفاقية النووية منذ أن كان نائب جمهوري لولاية كانساس، نفس رأي "نتنياهو" فيما يخص اتفاقية إيران النووية.

بومبيو خرج بتصريحاته بعيدًا عن نغمة الإدارة الأمريكية المعروفة وموضعها المتكرر بأن إيران تزعزع استقرار الشرق الأوسط من خلال دعم الجماعات الإرهابية والمتمردين الحوثيين القساة في اليمن.

وقال "بومبيو" بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب "ما زلنا نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد التهديدات الإيرانية لإسرائيل والمنطقة، وطموح إيران للهيمنة على الشرق الأوسط، الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل في هذه المعركة".

لم تؤيد إسرائيل أبدًا الاتفاق بين إيران والغرب الذي خفف العقوبات ضد الدولة الشيعية في مقابل تعهد إيران بوقف تطوير الأسلحة النووية، وكان "ترامب" قد صرح أنه سيقرر خلال الأسبوعين القادمين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من الصفقة.

ورفض "بومبيو" المخاوف من أن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قد يعقد المحادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قائلًا إن "كيم" يريد التوصل إلى اتفاق بأفعال ملموسة لا رجعة فيها، ويؤكد له أن التغيير سيكون دائمًا، وأضاف "بومبيو": "لا أعتقد أن كيم جونغ أون يهتم بالصفقة الإيرانية أو يقول يا إلهي إذا خرجوا من هذه الصفقة، لن أتحدث مع الأمريكيين بعد الآن، لديه أولويات مختلفة وأكثر قلقًا بالنسبة له".

وجاءت زيارة "بومبيو" أيضًا قبل أسبوعين من موعد نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل رسميًا من تل أبيب إلى القدس، وهو قرار مثير للجدل أثار غضب القادة الفلسطينيين.

بدأت رحلة "بومبيو" الأسبوع الماضي في بروكسل، حيث حذر وزراء خارجية دول الناتو من أن الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاقية الإيرانية ستدمرها تمامًا إذا لم يتم تعزيزها بشكل كبير.

وقد وصل الوزير إلى إسرائيل بعد زيارة للسعودية، حيث التقى مع العاهل السعودي الملك سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير.

في الرياض، استهدف "بومبيو" إيران أيضًا قائلًا: "على عكس الإدارة السابقة، لن نتجاهل النطاق الواسع للإرهاب الإيراني" وأضاف قبل التوجه إلى إسرائيل "إيران بالفعل الراعي الأكبر للإرهاب في العالم، ونحن مصممون على التأكد من أنها لا تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا".

وأشار "بومبو" إلى تواصل إيران ودعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن من خلال توفير المعدات العسكرية والتمويل والتدريب في انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأن الحوثيين يطلقون الصواريخ بشكل روتيني على السعودية، مما يهدد شحن البحر الأحمر والشعب السعودي.

وقال: "أمريكا مستعدة للوقوف مع السعودية سعيًا لتحقيق المصالح والأمن المشتركين، لا يمكن لدول الشرق الأوسط أن تنتظر القوة الأمريكية لسحق الإرهاب من أجلهم، يجب على الدول الإسلامية أن تكون مستعدة لتحمل هذا العبء.

نقلا عن الدستور
          
تم نسخ الرابط